وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور

أكد وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، أن الرئيس عمر البشير طلب من روسيا حماية البلاد بمواجهة الاستهداف الذي تتعرض له من قبل دول غربية، لم يسمها، منذ عام 1990، واتخذت قرارات متتالية تستهدفه، وقلل من الحديث عن إنشاء قواعد روسية على البحر الأحمر ووصفه بأنه شأن فني.

وقال غندور، في تصريحات صحافية في مطار الخرطوم، بعد عودة الرئيس عمر البشير من زيارة رسمية إلى روسيا استغرقت يومين، إن الرئيسين بحثا الدعم المتبادل بين بلديهما في المحافل الدولية والإقليمية، وأضاف: شكر الرئيس البشير المواقف الروسية الداعمة للسودان، خصوصاً في مجلس الأمن.

وأعلن الرئيس السوداني عمر البشير في أثناء لقائه، الجمعة الماضي، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سوتشي الروسية، أن بلاده بحاجة إلى الحماية من التصرفات العدائية الأميركية. ونقلت وكالات أنباء ووسائل إعلام روسية ودولية عن البشير قوله: "إننا بحاجة إلى الحماية من التصرفات العدائية الأميركية، بما فيها منطقة البحر الأحمر"، وقوله: "الوضع في البحر الأحمر يثير قلقنا، ونعتقد أن التدخل الأميركي في تلك المنطقة يمثل مشكلة أيضاً، ونريد التباحث في هذا الموضوع من منظور استخدام القواعد العسكرية في البحر الأحمر".

وأوضح غندور أن السودان يواجه استهدافاً بقرارات اتخذها بعض الدول الغربية منذ 1990، في الوقت الذي وقفت فيه روسيا والصين بجانبه، وساندتا مواقفه في المحافل الدولية ومجلس الأمن على وجه الخصوص. وأرجع غندور الحديث عن "طلب الحماية الروسية"، إلى السياق الذي ورد فيه، بقوله: "جاء في سياق الاستهداف بالقرار الذي أُريد به وقف تصدير الذهب السوداني، باعتباره الصادر الأول للسودان، لذلك جاء الحديث عن الحماية".

ووصف الحديث عن قواعد عسكرية روسية على البحر بأنه حديث قديم، وتابع: "بيننا حديث حول تعاون عسكري مفتوح، في سياق أن البحر الأحمر الآن أصبح مكاناً مهماً جداً، يعجّ بالقواعد العسكرية، وبالتالي الحديث حول تعاون عسكري بين السودان وروسيا، يهدف إلى توفير الأمن لهذا الممر، والإبقاء عليه معافًى من أي تدخلات أجنبية".

وأوضح غندور أن الحديث عن قواعد عسكرية روسية على ساحل البحر الأحمر جاء مجملاً، وأضاف: الحديث كان مجملاً وليس بصورة تفصيلية، ويُترك التفصيل للفنيين وللوزراء المعنيين. وقطع غندور بأن متانة علاقات السودان مع روسيا ليست على حساب علاقاته بدول أخرى، وقال: لا نربط علاقاتنا مع دولة بدولة، وعلاقات السودان تمتد مع كل دول العالم. وتابع: حتى في محيطنا، نتمتع بعلاقات بين دول يعتبرها البعض من الأضداد، وليس هناك ما يمنع أن يتعاون السودان مع الولايات المتحدة الأميركية، وفي نفس الوقت يمضي إلى علاقات استراتيجية مع الصين وروسيا.

ونفى الرأس الدبلوماسي السوداني، وجود أي تناقض بين إقامة السودان علاقات مع روسيا وأميركا معاً، وأوضح: أستغرب للذين يريدوننا أن نكتفي بمحور، فقد انتهى زمن المحاور والأقطاب في العالم، العالم أصبح مفتوحاً للتعاون من أجل فائدة الجميع. ويشار إلى أن الولايات المتحدة رفعت، في 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حظراً تجارياً واقتصادياً كانت قد فرضته على السودان منذ 1997، بيد أنها أبقت عليه في قائمتها للدول الراعية للإرهاب.

وأثارت تصريحات الرئيس البشير في سوتشي الروسية، موجة من الحيرة والتساؤلات، ولا سيما أنها أتت بعد فترة قصيرة من رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عن بلاده، وإعلان واشنطن والخرطوم أن العلاقات بين البلدين ماضية باتجاه التطبيع الكامل، وأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يجري التفاوض بشأنه.