جندي أميركي في نقطة تفتيش بأفغانستان

شنّت القوات الأميركية المتمركزة في أفغانستان غارات جوية على معاقل لـتنظيم "داعش" في إقليم نانجرهار بشرق البلاد، وهو ما أدى إلى سقوط 4 قتلى على الأقل.

وذَكَرَ المكتب الإعلامي التابع إلى الإقليم، في بيان له نقلته وكالة أنباء "خامة برس" الأفغانية الأحد، أن هذه الغارات استهدفت منطقة آشين في إقليم نانجرهار، وأنها أودت بحياة 4 مسلحين تابعين إلى "داعش". في غضون ذلك، ذكرت حكومة الإقليم أن 3 متمردين تابعين إلى تنظيم طالبان قتلوا أيضا خلال عملية نفذتها القوات الخاصة التابعة إلى الاستخبارات الأفغانية في حي خوجياني.

وقال المكتب الإعلامي للحكومة الإقليمية، في بيان، إنه تم تنفيذ القصف الجوي، الليلة الماضية قرب منطقة آشين. وذكر البيان أنه تم استهداف مخبأ الجماعة المتطرفة في منطقة باندار، ونتيجة لذلك قتل 4 مسلحين على الأقل من الجماعة، وتم تدمير العديد من الأسلحة والذخائر التي تخص مسلحي الجماعة، خلال القصف الجوي، حسب البيان.

وذكرت الحكومة الإقليمية أن 3 متمردين على الأقل من "طالبان" قتلوا خلال عملية نفذتها القوات الخاصة، التابعة إلى الاستخبارات الأفغانية في منطقة خوجياني، وطبقا لمكتب الحاكم في إقليم ننكارهار، فإن مسلحي "طالبان" الثلاثة، الذين قتلوا خلال العملية كانوا خبراء متفجرات، وتم تدمير كمية كبيرة من المتفجرات أيضا خلال العملية. إلى ذلك قتل جندي أميركي، وأصيب اثنان آخران السبت، في جنوب أفغانستان، في هجوم شنه "على ما يبدو" مجندون أفغان، كما أعلنت قوة حلف شمال الأطلسي. وقالت القوة، في بيان، إن "الجنديين الجريحين حالتهما مستقرة ويتلقيان العلاج حاليا"، مشيرة إلى أن "الحادث موضع تحقيق".

وتطلق القوات الأميركية على الهجمات التي يشنها جنود أو شرطيون أفغان على العسكريين الأميركيين الذين يؤازرونهم أو يدربونهم اسم "هجمات من الداخل" أو هجمات "من الخضر على الزرق"، وهو تعبير عسكري يرمز فيه اللون الأزرق إلى طرف حليف والأخضر إلى طرف محايد والأحمر إلى طرف معاد.

وهذا ثاني جندي أميركي يقتل في أفغانستان هذا العام، إذ إن آخر جندي أميركي سقط في أفغانستان قتل في معارك في ولاية ننغرهار (شرق) في الأول من يناير/ كانون الثاني، بينما أصيب في اليوم نفسه 4 جنود بجروح في إقليم آشين الذي كان معقلا لتنظيم "داعش" قبل أن تستعيد القسم الأكبر منه القوات الأميركية والأفغانية.

وفي 2017 قتل ما مجموعه 11 جنديا أميركيا في أفغانستان، وتراجعت في شكل ملحوظ الخسائر البشرية في صفوف القوات الأميركية في أفغانستان منذ انتهت في 2014 المهمة القتالية لقوة حلف شمال الأطلسي التي كانت تقودها الولايات المتحدة في هذا البلد.

وينتشر في أفغانستان حاليا 14 ألف جندي أميركي لدعم القوات الأفغانية في مهام تدريب وإسناد، ويشكلون الغالبية العظمى من عديد قوة حلف الأطلسي التي تضم 16 ألف جندي، ويقودها منذ عامين الجنرال الأميركي جون نيكولسون، الذي يستعد لتسليم منصبه إلى الجنرال سكوت ميلر الذي يرأس حاليا "قيادة العمليات الخاصة المشتركة" في الجيش الأميركي.

ومنذ نهاية 2017 تركّز الاستراتيجية الجديدة التي وضعها الجنرال ميلر على مكافحة تجارة الأفيون، التي تعتبر أحد مصادر الدخل الأساسية لحركة طالبان وتدمير مختبرات تحويل الأفيون وقطع طرق التصدير، لا سيما في جنوب البلاد. وبحسب المسؤولين الغربيين فإن غالبية "الهجمات من الداخل" التي تحصل في أفغانستان تكون نتيجة أحقاد شخصية، أو بسبب سوء فهم ناجم عن اختلاف في الثقافات أكثر مما هي نتيجة عمليات تخطط لها حركة طالبان وينفذها أنصار لها داخل القوات الأفغانية. والحرب الدائرة في أفغانستان منذ 17 عاما هي أطول حرب على الإطلاق في تاريخ الجيش الأميركي، وقتل خلالها 2400 جندي أميركي، وأصيب نحو 20 ألف آخرين.

ولا تزال القوات الأفغانية تواجه صعوبات في التصدي للتمرد الذي تقوده حركة طالبان، كما أن تنظيم "داعش" يحتفظ لنفسه بمواطئ قدم عديدة في شرق البلاد وشمالها، على الرغم من الغارات الجوية الكثيفة التي تشنها القوات الأفغانية والأميركية على مواقعه.

وتعدّ حركة طالبان، القوات الأميركية والغربية، جيوش احتلال، وتطالب برحيلها قبل أي تفاوض على حل سلمي للنزاع بينها وبين كابل.