هادي مسلميار رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني

 أكّد رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني، فضل هادي مسلميار، أن حكومة بلاده تعتقل أكثر من 100 إيراني وأكثر من 1000 باكستاني، على خلفية تدخلات طهران وإسلام آباد في زعزعة الأمن والاستقرار بأفغانستان، مشيرًا إلى أن صواريخ وأسلحة إيرانية الصنع كانت مع إيرانيين تمت مصادرتها بعد إحباط عمليات إرهابية كانت على وشك التنفيذ.

وأوضح مسلميار، عقب يوم من استهداف 11 من أسرته إثر مواجهات في جلال آباد، أن أفغانستان منذ 16 عامًا جزء من المنطقة التي تعاني من الإرهاب والصراعات، وتحارب أفغانستان على أراضيها تنظيمات طالبان، وكثير من الأيادي المرتبطة بها مثل "القاعدة" و"داعش" واستخبارات بعض الدول، ودعا طالبان إلى الصلح والعيش تحت لواء الحكومة، مشيرًا إلى أن بلاده ستواصل محاربتهم حتى القضاء عليهم، في حال رفضوا ذلك.

وأشار إلى أن مناطق في أفغانستان قبل أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، كانت تسيطر عليها طالبان، كما كان للاستخبارات الباكستانية دور مباشر في توجيهم ومساعدتهم، وتسهيل أمورهم في السفر لأميركا، وبعد استهداف برجي التجارة العالمية في نيويورك، أصبح لدى أفغانستان انتخابات وتم ترشيح الرئيس حميد كرزاي، ثم توقفت الحرب فترة بسيطة، وعادت طالبان إلى حرب مع الدولة بدعم الاستخبارات الباكستانية، وكان سفير طالبان لدى باكستان شخصية ضعيفة فسلَّمَته الحكومة الباكستانية لأميركا.

وأكد مسلميار وجود أدلة تثبت تورط إيران وباكستان في عمليات انتحارية، بعضها يتم إحباطها وأخرى تفشل ويتم جمع الدلائل، وجرى القبض على أشخاص كانوا منفذين أو متعاونين في تنفيذ عمليات إرهابية من باكستان أو من تركمانستان وطاجكستان أو أوزباكستان. وأضاف: "حينما تحارب قواتنا في بعض المدن نشاهد بين القتلى إيرانيين، كما يوجد سجناء موقوفون لدينا من باكستان يزيد عددهم على 1000 شخص، وزاد تدخل إيران خلال العامين الماضيين وبلغ عدد الموقوفين منها نحو 100 إيراني".

ماذا تريد إيران من أفغانستان؟
ولفت رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني إلى أن بلاده تريد التعامل مع إيران على مبدأ حسن الجوار، لكن لإيران أهداف اقتصادية تفكر بالسيطرة عليها، مثل مشروع الغاز الذي يبدأ من أفغانستان مرورًا بباكستان ويصب بالهند، وأيضًا لأفغانستان حدود مع إيران في هلمند وفراه ونيرموزر حيث توجد مياه مشتركة بين البلدين، وهم يستخدمون "طالبان" ضد مصالح الحكومة الأفغانية مقابل تعطيل الاقتصاد وإشغال الحكومة بالإرهاب، وهذه حرب مياه واقتصاد.

وذكر أن الإيرانيين يعترفون بأن لديهم علاقات مع طالبان، ولكن لا يعلنون عن تمويلهم، وقال "نحن نرى الإيرانيين مثل السمِّ لا يسعون إلى الأمن والاستقرار في المنطقة، ولكن هذا الفكر أساسه جهاز الاستخبارات الباكستاني لأنه وراء تدخل إيران بدعم طالبان".

الشعب والنظام الإيراني
وشدّد فضل هادي مسلميار على أن الشعب الإيراني مسالم، ولكن النظام الإيراني فاسد يرغب أن يزيد نفوذه في المنطقة، موضحًا أن الإيرانيين يستخدمون مشروع المياه الذي تتواصل مشكلاته منذ ثلاث سنوات ذريعة من أجل التدخل في الشأن الأفغاني، وتطرّق إلى نسبة الطائفة الشيعية في أفغانستان 10 في المائة، والسنّة على وفاق معهم كشعب، وليس لدى الحكومة أي فروقات، لكن الإيرانيين يحاولون الاستفادة من ذلك في التفريق وبسط النفوذ في المنطقة.

المصالحة مع طالبان
وقال رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني إن سياسة بلاده وتوجهاتها فتح الأبواب ومد الأيادي لطالبان للمصالحة والجلوس على طاولة واحدة، على أن يعتبروا أن أفغانستان بلادهم من دون أي أجندة سياسية خارجية، وبعد المصالحة يتم العمل على إشراكهم في الحكومة، واستدرك أن "طالبان" لديهم أجندة سياسية خارجية، ويتلقون الدعم من الخارج ويفجرون المدارس والنوادي.

وكشف عن تجاوب من مجموعات من طالبان في أكثر المناطق داخل أفغانستان، ويؤمنون بالصلح لأنه ليس لديهم أي أجندة خارجية، إلا أنهم لا يستطيعون الإعلان عن رأيهم، خوفًا على أنفسهم من التعرض لعمليات الإعدام أو السجن في باكستان أو إيران التي تدعم طالبان ويوجَدون على أراضيها. وحول رأي الزعماء الكبار في طالبان في المصالحة، قال مسلميار: "لم يرد أي قبول بالمصالحة من طرفهم، وفي المقابل هناك أمر جيد بأنهم لم يرفضوا المصالحة التي أعلن عنها الرئيس الأفغاني أشرف غني".

علماء باكستان
وأكد مسلميار أن أحد علماء باكستان خالف ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر إسلامي جمع ثلاث دول، هي باكستان وأفغانستان وإندونيسيا، حيث تم إصدار بيان ختامي بعد المؤتمر يحرم العمليات القتالية والإرهاب ودعمه، إلا أن أفغانستان تفاجأت بقلب البيان والإعلان في خطبهم ومؤتمراتهم بوجوب دعم طالبان. وطالب أجهزة الاستخبارات الأفغانية بالتشديد على التعليم ومنع تدخلات إيران وباكستان في المناهج.

ولفت رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني إلى أن إيران وباكستان تعمل على استغلال مليوني أفغاني مهاجر في إيران، وكذلك 3 ملايين مهاجر في باكستان، حيث يتم الزج بهم في مناطق الصراعات في كل من العراق وباكستان، والكشف عنهم كمنفذين لعمليات إرهابية، أو القبض عليهم باعتبارهم أسرى أفغان، وقال "إيران وباكستان ترغبان أن تشاهدا أفغانستان بلدًا ضعيفة وتحتاج لهما، ولا يكون لها حق التصرف في إمكاناتها الاقتصادية، إذ إن نهر كولر يصب في باكستان منذ سنوات من دون أي فائدة للحكومة الأفغانية، وبدأ الرئيس الأفغاني الحالي بإعادة ملفات الموارد الاقتصادية وعدم استغلالها".

مكتب طالبان في قطر
واعتبر مسلميار أن مكتب طالبان في قطر ليس من أجل إجراء المصالحة، ولكن للحصول على الدعم لتسويق طالبان للدول الأخرى، وتمويل طالبان في أفغانستان، ويُعتبر مكتب دعم وليس صلح وينفذ أجندة قطرية، وذكر أن هناك تحليلات استخباراتية تؤكد أن طالبان لا يمكن لها التواصل مع العالم إلا عبر قطر، الأمر الذي يساعدهم في الحصول على الدعم والانفتاح على بعض الدول، ويجب قطع ذلك الشريان لأنه وسيلة لدعم الإرهاب، ما يؤثر أيضًا في حال استمراره على مستقبل كثير من الدول الغربية.