قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين

عبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن  قلقها البالغ بشأن تدهور أوضاع المهاجرين المحتجزين في مراكز احتجاز في ليبيا , وذلك وسط تصعيد بين إيطاليا والاتحاد الأوروبي بشأن المهاجرين غير الشرعيين الذين تم إنقاذهم أخيرًا  قبالة السواحل الليبية، الأمر الذي أدى إلى اندلاع أعمال شغب وإضراب محتجزين عن الطعام.

وانتهى اجتماع عُقد في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل الخميس، على مستوى ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من دون نتائج بشأن ملف إدارة الهجرة، فيما اعتبرته مصادر وزارة الداخلية الإيطالية بمثابة دليل آخر على عدم وجود أوروبا وفقا لما نقلته وكالة "أكي" الإيطالية. ولا تزال سفينة حفر السواحل الإيطالية "ديتشوتي" أمام ميناء كاتانيا بعد مرور أسبوع على إنقاذهم داخل مياه المتوسط، رغم سماح وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني بإنزال 27 مهاجرًا من القاصرين غير المصحوبين بذويهم، بينما لا يزال 150 على متن السفينة التي أنقذتهم منذ أسبوع قبالة المياه الليبية.

وهدد نائب رئيس الوزراء الإيطالي، لويغي دي مايو، الخميس، بأن حكومته جاهزة لقطع مساهمة إيطاليا في ميزانية الاتحاد الأوروبي، الذي قرر أن يدير ظهره لإيطاليا مرة أخرى بالتخلي عن مبادئ التضامن والمسؤولية رغم المجلس الأوروبي الأخير الذي قرر أن من يرسو في إيطاليا (من المهاجرين) يرسو داخل الاتحاد الأوروبي , وأضاف دي مايو، "حدود إيطاليا هي حدود أوروبا، ونحن لن نطلب من الإيطاليين سنتًا واحدًا إضافيًا لإدارة ملف الهجرة، ونظرًا لأن الاتحاد الأوروبي لا يحترم الاتفاقات ولا يفي بواجباته، نحن كقوة سياسية لم نعد نرغب في منحه 20 مليار يورو سنويا، التي يطالبون بها".

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان ، إنها شهدت في الأسابيع الأخيرة، تدهورًا حرجًا في الأوضاع  داخل مراكز الاحتجاز بسبب زيادة التكدس والافتقار إلى معايير المعيشة الأساسية، مشيرة  أنه "نتيجة لذلك، اندلعت أعمال شغب وإضرابات عن الطعام من جانب اللاجئين داخل مراكز الاحتجاز الذين يطالبون بحل لأوضاعهم المعيشية المزرية" , وتابعت "أسفر ذلك عن عدد من الحوادث الأمنية الخطيرة  , حيث تعرض العاملون في المفوضية إلى خطر جسماني".

ويوجد في الوقت الراهن وفقًا للمفوضية  ما يقدر بنحو 8 آلاف مهاجر في 18 مركزًا للاحتجاز مرتبطة بالحكومة المعترف بها دوليًا في طرابلس , ويشكل المحتجزون نسبة محدودة من عدة مئات من آلاف المهاجرين الذين يتواجدون في ليبيا أو يمرون عبرها , أشاد مشايخ وأعيان وحكماء قبيلة المغاربة لدى لقائهم مساء الخميس، مع القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في بنغازي بـ"انتصارات قوات الجيش في مدينة درنة  في شرق البلاد ومنطقة الهلال النفطي" , ووفق البيان أكدوا مقتضب لمكتب حفتر، على "دعمهم التام للجيش وقيادته في تحرير البلاد وتوحيدها وإقامة دولة المؤسسات والقانون".

ودعا رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، إلى ضرورة "توحيد الصفوف في أنحاء ليبيا كافة، لتطهيرها من الجماعات المتطرفة والمجرمة التي عاثت في البلاد فسادًا ودمارًا ورعبًا وفوضى" , وشدد صالح على دعم ومساندة الجيش الوطني الليبي والأجهزة الأمنية والشرطة والمخابرات والاستخبارات، والنيابات والمحاكم، "حتى تستقر الأوضاع وتترسخ دولة المؤسسات والقانون".

وقال مسلحون ومصدران عسكريان لوكالة "رويترز" إن متمردين في شمال تشاد هاجموا القوات الحكومية على الحدود مع ليبيا هذا الأسبوع رغم نفي الحكومة وقوع أي هجوم , وتقول حركة التمرد الجديدة التي تطلق على نفسها اسم "مجلس القيادة العسكري لإنقاذ الجمهورية" إنها تسعى إلى الإطاحة بالرئيس إدريس ديبي فيما تواجه تشاد تهديدات من المتشددين وتحاول منع تسلل المتشددين الفارين من الصراع في ليبيا.

وتقول حركة التمرد، التي تأسست عام 2014, إن لديها 4500 مقاتل، وخاضت أولى معاركها مع القوات الحكومية هذا الشهر في بلدة كوري بوجودي , وتضم الحركة في صفوفها متمردين سابقين في إقليم دارفور من السودان المجاور وحلفاء سياسيين سابقين للرئيس السابق حبري الذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن سنغالي لإدانته بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقالت الحركة إن مسلحيها هاجموا جنودًا تشاديين مرة أخرى في ذات البلدة في وقت مبكر من صباح الثلاثاء الماضي ,

فيما نفى وزير الأمن أحمد محمد باشر شن المتمردين هجومًا على الجيش لكن مصدرين عسكريين قالا للوكالة ذاتها إن قتالًا وقع , ولم يقدم المتمردون ولا المصدران معلومات عن ضحايا الاشتباكات.