النفط في حضرموت

أكد الشيخ خالد عبد ربه العواضي وكيل محافظة البيضاء أن أبناء محافظته منعوا وصول الحوثيين إلى مناطق النفط في المحافظات الشرقية "مأرب وشبوة، وحضرموت..."، لافتًا إلى أن تحرير البيضاء "250 كيلومتراً جنوب صنعاء" يعني قطع إمدادات عسكرية للحوثيين في أكثر من محافظة، ويعني أيضًا بدء معركة تحرير محافظة ذمار.

وشدد العوضي في تصريح إلى جريدة "الشرق الأوسط"، على أن المعارك في محافظة البيضاء لم تتوقف على مدى ثلاثة أعوام، وقال "شهدت معظم مديريات المحافظة مواجهات مع الميليشيات خلال الفترة الماضية، لكن المعارك ظلّت مشتعلة في مديريات: قيفة والزاهر وذي ناعم، وامتدت أخيرًا إلى مديرية ناطع عقب استكمال تحرير محافظة شبوة".

ويحقق الجيش الوطني والمقاومة انتصارات مستمرة في المحافظة في سبيل استكمال تحرير المحافظة من الميليشيات، ويقول الوكيل "إن المعارك الأخيرة شهدت تحرير سلسلة جبال "مسعودة والعر" والتقدم في سلسلة جبال اليسبيل، والتقدم مستمر نحو منطقة الوهبية، بالتزامن مع التقدم في مديرية ناطع، والميليشيات تتكبد خسائر موجعة في العتاد والأرواح وانهيارات متسارعة في صفوف مقاتليهم، الذين يفرون من مواقعهم ويسقطون قتلى وجرحى وأسرى".

ويرى وكيل البيضاء في معرض حديثه عن تعقيدات الجماعات الإرهابية في المحافظة، أن "استهداف أبناء البيضاء ليس وليد اللحظة، بل مراحل ممتدة من الضيم والتشويه. ولقد بدأت الميليشيا الحوثية الانقلابية منذ وقت مبكر بشنِّ الحملات الإعلامية الكاذبة والترويج لوجود الجماعات المتطرفة في محافظة البيضاء، واستخدمت شعارات محاربة الإرهاب تمهيداً لدخولها عسكرياً... البيضاء مثلها مثل أي محافظة يمنية فيها مختلف التوجهات والانتماءات وهناك وجود للعناصر التخريبية، لكن للأسف، فإن أي حادثة في البيضاء يتم تضخيمها وتهويلها لخدمة أهداف سياسية واستغلالها في تحقيق مصالح معينة لجهات معينة، وما يجري تداوله عن انتشار (داعش) أو القاعدة في البيضاء فيه مبالغات وتهويل كبير".

ويتابع "نؤكد أنه لا يمكن أن يكون هناك موطن للجماعات الإرهابية في محافظة البيضاء، ولن نسمح لتلك الجماعات أن تكون بديلاً لميليشيا الحوثي، وسيتم فرض سيطرة مؤسسات الجيش والأمن المنضوية تحت مظلة الشرعية ومؤسسات الدولة على المحافظة وقد بدأت الأجهزة الأمنية في العودة إلى ممارسة مهامها وواجباتها في بعض المناطق التي يتم تحريرها".

وأوضح العواضي في إجابته عن سؤال يتعلق بأهمية الانتصارات الأخيرة أن أهمية المناطق المحررة تكمن في أنها تؤمن استمرار تقدم الجيش الوطني نحو منطقتي عفار والسوادية، اللتين تعتبران أهم معاقل الميليشيا الحوثية في المحافظة، وهما من المناطق الاستراتيجية التي وجدت الميليشيا من جغرافيتها مواقع مهمة للتمركز، ولذلك فهي تستميت على البقاء في تلك المواقع. وبتحرير عفار والسوادية تكون المعركة قد حُسِمت في البيضاء ولن يكون هناك خيار أمام الميليشيا سوى الانسحاب والفرار من بقية مناطق المحافظة".

وشرح العواضي قليلاً من تجربة المحافظة خلال "ثورة الجمهورية" قائلًا "لأن الخلفية التاريخية تُسهِم في فهم الإصرار الحوثي على القتال في البيضاء؛ فتاريخياً عُرِفت البيضاء بمقاومتها للمشروع الإمامي، وقد سَطَّر أبناء البيضاء ملاحم بطولية في مواجهة الإمامة قديما، ولا تزال برجالها تقاوم الإماميين الجدد، وترفض مشاريع الموت والخراب وأحلام العودة للماضي البائد، وستظل درعاً حامياً للوطن وحارساً لأهداف ومكتسبات الثورة والجمهورية".

وأضاف العوضي "منذ وقت مبكر كانت المحافظة هدفاً لميليشيا الانقلاب الحوثي التي بدأت حروبها على المحافظة في محاولة لتطويعها، لأن تلك الميليشيا تدرك أن أبناء البيضاء لا يمكن أن يقبلوا بوجودها كميليشيا انقلابية على أرضهم ولا يمكن أن تكون هذه المحافظة حاضنة لمخلفات الإمامة والمشاريع الهدامة، وقد كان أبناء المحافظة من أوائل من وقفوا في وجه العصابات الحوثية وكان لهم دور كبير في كسر محاولاتها التمدد باتجاه المحافظات الشرقية مناطق النفط والثروة".

ويقول الوكيل بشأن بطء سير المعارك "إن من يتحدث عن بطء في سير معركة البيضاء يغيب عنه أن البيضاء ظلت تقاوم الحوثي لثلاثة أعوام بإمكانات ذاتية ودعم محدود جدًا، وشكلت البيضاء ولا تزال جبهة استنزاف للميليشيا ماديًّا وبشريًا، وقد تكبدت الميليشيا ولا تزال خسائر موجِعة في صفوف مقاتليها وقياداتها الميدانية؛ لقد ظلت البيضاء صامدة أمام الحوثيين على الرغم مما لديهم من قوة ومخزون بشري، فهم يجندون الأطفال ولديهم خبراء، ومؤهلون من قوات الجيش اليمني السابق الذين يقودون المعارك وخبراء وعسكريين أجانب، مقابل مقاومة جل رجالها من المدنيين الذين يقاومون دون خبرة عسكرية ولا تدريب قتالي ولا عتاد عسكري استراتيجي".

كما يؤكد أن "العمليات العسكرية في محافظة البيضاء تسير وفق الخطط المرسومة، ونحن ندرك أننا أمام عدو يعمل بإمكانات دولة وخبرات محلية وخارجية، ويتلقى دعماً مستمرّاً من خارج الحدود"

وعن تأثير المعارك في المحافظة، أوضح العواضي أن تحرير البيضاء "يعني تأمين عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الشرعية، خصوصاً المحافظات الشرقية، وقطع خطوط إمداد ميليشيا الحوثي في جبهة الضالع وتسهيل وتسريع حسم تلك الجبهة لصالح الشرعية، إضافة إلى أن تحرير المحافظة يعني انتقال المعركة إلى محافظة ذمار والاقتراب من محافظة إب وبعض وأطراف محافظة صنعاء، وبالتالي قطع خطوط إمداد الميليشيا إلى تعز والمحافظات الجنوبية والغربية وتقطيع عروق تلك الميليشيا، وستجد جبهتها مشتتة ومتناثرة مع صعوبة التنقل والاتصال فيما بينها، الأمر الذي سيعجل بانتصار اليمنيين في هذه المعركة المصيرية حتى استكمال تحرير كل شبر من الوطن الغالي من هذه العصابات الإرهابية".

وأبدى العواضي ثقته في أبناء المحافظة من "الذين في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة ميليشيا الانقلاب، ومن خلال التنسيق والتواصل المستمر معهم يؤكدون أنهم يتوقون إلى وصول الشرعية وعودة الأمن والاستقرار ودحر تلك الميليشيات الجاثمة على صدورهم بعد أن عانوا من ظلمها ورأوا قبحها وظلمها وممارساتها الانتقامية بحق المواطنين وتسببها في قطع الخدمات العامة وارتفاع الأسعار وانعدام مصادر الدخل ونهبت الرواتب والممتلكات وفرضت الإتاوات والجبايات الجائرة".

وجدد العوضي الدعوة إلى أبناء المحافظة إلى المزيد من وحدة الصف ومواجهة ميليشيا الحوثي والمشاركة في شرف تحرير المحافظة ورفع الظلم والمعاناة عن المواطنين وإنهاء الكابوس الحوثي، وأن يكونوا في الموقف والمكان الصحيح، وأضاف "من لا يزال يراهن على الانقلاب فرهانه خاسر وحساباته خاطئة".

وأوضح الوكيل أن دول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية "يلعبون دوراً محورياً في مساعدة الشعب اليمني على استعادة دولته وشرعيته وأرضه وعرضه وكرامته"، مشيراً إلى أن الانتصارات التي تتحقق هي بفضل تضحيات وبطولات الجيش والمقاومة ودعم ومساندة قوات التحالف العربي، وأن الإسناد الجوي من طيران التحالف العربي يلعب دوراً حاسماً في المعركة.

وأضاف "نثمن للأشقاء مواقفهم الأخوية وما يقدمونه من دعم وإسناد في المجال العسكري والإنساني واللوجيستي والإعلامي والسياسي... ولن ينسى اليمنيون هذه الوقفة الصادقة التي يعمدها الأشقاء بالدعم والدم وستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال"، وزاد: "إن إعلان (عاصفة الحزم) جاء في لحظة فارقة حين كاد اليمن يسقط بيد المشروع الإيراني، وأسهمت في إفشال محاولات انتزاع اليمن من حاضنته العربية وصد المخططات الرامية إلى زعزعة أمن المنطقة".

كما دعا الشيخ العواضي أبناء الشعب اليمني إلى مزيد من الالتفاف حول الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، "ومواجهة الانقلاب الحوثي ومساندة الحكومة في بسط الأمن والاستقرار في المناطق المحررة والتي سيتم تحريرها"، مؤكداً أنه لا سبيل لليمنيين إلا بالخلاص من تلك الميليشيا من أجل بناء الدولة اليمنية الاتحادية، معتبراً بقاء الميليشيا الحوثية يهدد أمن واستقرار اليمن وأمن دول الجوار والمنطقة، وهو ما لا يمكن أن يقبل به اليمنيون ولن يرضى به الجيران.