الانتخابات الرئاسية في قبرص

توجّه القبارصة إلى مراكز الاقتراع، الأحد، دون حماسة لاختيار رئيس للبلاد، في انتخابات بدا فيها الرئيس المنتهية ولايته نيكوس أناستاسياديس الأوفر حظًا للفوز بولاية ثانية في هذه الجزيرة الأوروبية المقسمة منذ 44 عامًا.

وأفادت آخر استطلاعات الرأي، بأن الرئيس المحافظ البالغ من العمر 71 عامًا، والذي تعهد بإعادة إطلاق مفاوضات إعادة توحيد الجزيرة، قد يفوز نسبة 30 في المائة من الأصوات.

وحسب الاستطلاعات، يُتوقع أن يبقى أناستاسياديس رئيسًا للبلاد التي حققت انتعاشًا اقتصاديًا بعد أن كانت على شفير الإفلاس عام 2013، ولا تفرض الجمهورية القبرصية العضو في منطقة اليورو سلطتها سوى على ثلثي الجزيرة في الجنوب، حيث يعيش القبارصة اليونانيون. ويقطن القبارصة الأتراك في الثلث الشمالي في "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة.

وفتحت، الأحد، مراكز الاقتراع البالغ عددها 1122 مركزًا أبوابها عند السابعة صباحًا، وتمكن القبارصة المغتربون من التصويت في نحو أربعين مركز اقتراع موزعين في 15 بلدًا، ولا سيما في اليونان والمملكة المتحدة. ويوجد نحو 657 قبرصيًا تركيًا يقيمون في القسم الجنوبي مسجلين على اللوائح الانتخابية. وما لم يحصل أناستاسياديس المعروف ببراغماتيته على أكثر من 50 في المائة من أصوات المقترعين، فلن يتمكن من الفوز من الدورة الأولى، وسيحتاج إلى دورة ثانية تجرى يوم الأحد المقبل.

ويواجه أناستاسياديس في هذه الانتخابات كلًا من ستافروس مالاس، المدعوم من الحزب الاشتراكي، ونيكولاس بابادوبولوس، نجل الرئيس السابق تاسوس بابادوبولوس، الذي يعتمد نهجًا أكثر تشددًا حيال مفاوضات إعادة توحيد الجزيرة.

وفي مؤشر عن لامبالاة القبارصة بالحملة الانتخابية الرئاسية، لم يتابع المناظرة التلفزيونية الوحيدة بين المرشحين الرئاسيين سوى 9 في المائة من المشاهدين، وطغت على النقاشات محادثات إعادة توحيد الجزيرة، التي تراوح مكانها بعد فشل المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في 2017، إلى جانب الانتعاش الاقتصادي. وبعد عقود من الانقسام، تزايد الإحباط إزاء ملف إعادة توحيد الجزيرة، وهو ما سيلقي على عاتق الرئيس المنتخب تحدي إقناع المشككين في جدوى المفاوضات والذين يتزايدون أكثر فأكثر.

وفي سابقة قبرصية، يخوض السباق الرئاسي مرشح عن الحزب اليميني المتطرف "إيلام" الذي كان فاز بمقعدين في مجلس النواب في انتخابات 2016. وبعد أزمة اقتصادية كبيرة في 2013، تعافى الاقتصاد القبرصي سريعًا بدعم من ازدهار القطاع السياحي الذي سجل أرقامًا قياسية تاريخية في 2017، لكن وفقًا للمراقبين، فإن "الانتعاش الاقتصادي يبقى نسبيًا"، وأن النمو السريع الذي يحققه الاقتصاد لا يزال أدنى من المستوى المسجل في 2012.

وسجلت نسبة البطالة 11 في المائة أواخر 2017، وهي ثالث أعلى نسبة في الاتحاد الأوروبي، وترتفع إلى 25 في المائة في صفوف الشباب بحسب الهيئة الأوروبية للإحصاءات "يوروستات". ويشار إلى أن هذه الانتخابات هي الثالثة عشرة منذ التدخل العسكري التركي في قبرص واحتلال 37 في المائة من إجمالي مساحتها، وإطلاق عليه اسم "جمهورية قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة، في حين تسيطر الأمم المتحدة على 5 في المائة من الجزيرة أو ما يسمى بالخط الأخضر الفاصل بين الشطرين.