وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل

أكد وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل أن بلاده لن تفتتح أي منطقة احتجاز للمهاجرين ردًا على مطلب غير رسمي من بلدان أوربية لتولي الجزائر دورًا استباقيًا في ملف الهجرة من جنوب الصحراء"، وعاد للدفاع عن عمليات الترحيل التي تؤديها بلاده ضد مهاجرين أفارقة.

وقال مساهل "إنه من المستبعد أن تفتح الجزائر أية منطقة احتجاز، حيث تواجهنا المشكلات ذاتها، كما أننا نقوم بعمليات ترحيل، لكننا نقوم بذلك وفقًا للترتيبات المتفق عليها مع الدول المجاورة"، مشيرًا إلى أنه حينما يتعلق الأمر بالهجرة غير الشرعية "علينا استيعاب الأمور في شكل جيد".

وكان مساهل يرد على أسئلة تخص إمكانية تجاوب بلاده مع ضغوط أوربية للعب دور "شرطي المنطقة" ما بين جنوب الصحراء والضفة الأوربية، وذلك تزامنا مع شروع الجزائر أمس، في ترحيل ما يقارب 400 مهاجر غير شرعي من النيجر بالتعاون مع الهلال الأحمر الجزائري، وبالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين، في الوقت الذي تنفي الجزائر مزاعم رددتها منظمات حقوقية ومصادر إعلامية بتخليها عن 13 ألف مهاجر شرعي في الصحراء في السنوات الأخيرة.

ولفت مساهل بشأن تلك الانتقادات أن هذا "لا يلزم سوى هذه المنظمات فالانتقادات غير بريئة لأن عمليات الترحيل تمت "في إطار اتفاقيات الأمم المتحدة وفي إطار الترتيبات المتفق عليها مع البلدان الأصلية وبلدان العبور"، مضيفا أن "هذا ما تقوم الجزائر به في جميع الحالات".

وأكد مساهل "نحن هادئون جدًا، لأن كل ما نفعله نقوم به في إطار القوانين، ونقوم به في ظل احترام الكرامة الإنسانية وفي إطار التشاور مع بلدان العبور".

وخصصت الجزائر ما لا يقل عن 150 مليون دولار لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وتقول إن تنامي الظاهرة توازى مع تنامي نشاط "جماعات مافياوية" تقوم باستغلال المهاجرين واستعباد الأطفال، الذين غالبًا ما تستغلهم تلك العصابات في شبكات التسول، وهو ما وقفت عليه مصالح الأمن التي اكتشفت أكثر من 10 آلاف طفل من النيجر كانوا ضحية تلك العصابات التي حولت مدينة "أغاديس" في النيجر إلى مركز لترحيل مئات المهاجرين يوميًا إلى ليبيا والجزائر.

وأشارت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، بدورها إلى أن بلادها رحلت ستة آلاف طفل وقاصر أفريقي وصلوا إلى الجزائر مع عائلاتهم قبل سنوات، وإن أغلبهم من النيجر ومالي، ودافعت بن حبيلس في تصريح صحافي، عن عمليات الترحيل التي تقوم بها السلطات الجزائرية للمهاجرين الأفارقة.

وقالت "إن حملة غربية ضد الجزائر تنشر معلومات مغلوطة حول قضية المهاجرين غير الشرعيين، وتحاول استغلال القضية لضرب استقرار البلاد، بعدما فشلت في وقت سابق من خلال الربيع العربي وغيره... الجزائر تواجه شبكات إجرامية دولية تتاجر بالبشر، وتستغل المهاجرين في الدعارة وغيرها من الجرائم".