حركة "طالبان"

قُتل ما لا يقل عن 9 أشخاص، وأصيب عشرات آخرون بجروح، عندما اقتحم مسلحون من حركة طالبان يرتدون البرقع معهداً للتأهيل الزراعي في بيشاور، شمال غربي باكستان، أمس الجمعة، وكشفت الشرطة أنّ 3 مسلحين، على الأقل، أطلقوا النار على حراس الأمن عند بوابة المعهد التابع لكلية الزراعة، مما أدى إلى جرح حارس، قبل أن يقتحموا المكان مستهدفين مهاجع الطلاب. نقلت الوكالة الفرنسية عن السلطات تأكيدها مقتل المسلحين، وأن حراس الأمن فتشوا المكان للتأكد من عدم وجود أي مسلح ما زال مختبئاً. 

وأكّد قائد شرطة ولاية خيبر بختونخوا، صلاح الدين خان محسود، أنّ “جميعهم كانوا يرتدون سترات ناسفة، لكنهم قُتلوا قبل أن يفجروا أنفسهم”، مشيرًا إلى أنّ 6 طلاب وحارس أمن ومدنياً قتلوا في الهجوم، ومضيفًا أنّ “الإرهابيين الـ3 قتلوا، فيما نحاول التعرف على جثة رابعة”، في أعقاب تقارير سابقة عن وجود مسلح آخر، ونقلت وكالة “رويترز” عن المدير في مجمع حياة آباد الطبي، شهرزاد أكبر، قوله إن 6 أشخاص توفوا بسبب إصاباتهم، وتجري معالجة 18 آخرين، في حين أعلن نكباد أفريدي، مدير مستشفى خيبر التعليمي، أن 3 آخرين توفوا بالمستشفى، وأن 17 آخرين يتلقون العلاج فيه.

وأعلن الناطق باسم حركة “طالبان - باكستان”، محمد خراساني، خلال الهجوم على معهد التدريب، تبني الاعتداء في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية. وقال خراساني إن عناصر جماعته “هاجموا المبنى الذي كانت تستخدمه الاستخبارات، وإن شاء الله سيقاتلون حتى آخر قطرة دم”، ووصف نور والي، التلميذ في المعهد البالغ من العمر 19 عاماً، حالة الرعب عندما استيقظ من النوم على أصوات الأعيرة النارية، وقال “هرعت إلى الباب، ورأيت نافورة دماء تخرج من كتف رفيقي في الحجرة الذي كان يقف خارج الغرفة”. وهرع هو وتلميذ آخر لمساعدته واختبأوا لنحو ساعة قبل أن تنقذهم قوات الأمن، معلّقًا “التلميذ الآخر كان يضغط على الجرح بيديه لوقف النزيف، فيما وضعت يدي في فمه لمنعه من الصراخ، اختبأنا في غرفة النوم، وتوسلنا التلميذ الجريح أن يصمت كي لا يسمعنا الإرهابيون، فيقتلوننا”.

والمنطقة التي وقع فيها الهجوم تضم كثيراً من المعاهد التعليمية في المدينة، ومنها جامعة بيشاور. وقال مسؤول في وزارة الداخلية لوكالة الصحافة الفرنسية إن خدمة الشبكات الخليوية توقفت في مختلف المدن في أنحاء البلاد لأسباب أمنية، ويذكّر هذا الهجوم بالمجزرة التي نفذها عناصر من “طالبان” في 2014، في مدرسة يديرها الجيش في بيشاور، التي قتل فيها 151 شخصاً، غالبيتهم من الطلاب.

وأوردت وكالة الأنباء الألمانية أن متحدثاً باسم حركة طالبان في أفغانستان قال في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى وسائل الإعلام إن ممثل تنظيم داعش في أفغانستان انضم إلى صفوف الحركة. وستكون تلك المزاعم، التي لم يتسنَ التحقق من صحتها من مصدر مستقل، تحوّلاً غير عادي، لافتة إلى أن “طالبان” و”داعش” يُعتبران خصمين عنيفين، لا سيما في ضوء القتال الدموي الذي اندلع بينهما الأسبوع الماضي، شرق أفغانستان، وكتب المتحدث باسم “طالبان”، قاري يوسف أحمدي، في رسالة بالبريد الإلكتروني، مساء الخميس، أن ممثل “داعش”، عبد الرزاق مهدي “وجد أخيراً أن أنشطة الجماعة ضد الإسلام والمسلمين”، وأضاف أحمدي أن مهدي كان مسؤولاً أيضاً عن الاتصالات بين مسلحي “داعش” في أفغانستان وقيادتهم في العراق.