المرشد الإيراني علي خامنئي

وجّه المرشد الإيراني علي خامنئي، الإثنين، انتقادات ضمنية إلى أطراف داخلية بشأن موقفها مِن ملف الصواريخ الباليستية، كما رفض التنازل عن تطوير الصواريخ الباليستية، منتقدا الدول الأوروبية بسبب مواقفها من العقوبات الأميركية، وقال إن تطلعها لوقف برنامج الصواريخ "حلم لن يتحقق"، كما أصدر أمرا لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية بشأن تجهيز المنشآت النووية "لإعادة التخصيب عبر الوصول إلى 190 ألف وحدة فصل (إس في يو) وفق (إطار الاتفاق النووي)".

وقال خامنئي في خطابه لمناسبة الذكرى الثلاثين لوفاة المرشد الإيراني الأول (الخميني)، الإثنين، إن "على المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أن تبدأ تنفيذ بعض المقدمات" التي أصدر أوامرها سابقا الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وحسب خطاب خامنئي فإنه من المقرر أن تبدأ طهران الثلاثاء، تنفيذ إجراءات في منشآتها النووية تهدف للوصول إلى 190 ألف وحدة فصل (النظائر القابلة للانشطار من اليورانيوم).

ورغم أن خامنئي قال في أوامره الإثنين إن على الوكالة العودة إلى 190 ألف وحدة وفق الاتفاق النووي المبرم في يوليو/ تموز 2015 بين طهران ومجموعة "5+1" الدولية، فإن الاتفاق ينص على امتلاك إيران نحو 5060 جهاز طرد مركزي من طراز "IR - 1" لفترة 10 سنوات. ويسمح الاتفاق لإيران بتخصيب اليورانيوم في إطار البحث والتطوير دون تخزين اليورانيوم المخصب والحصول على أجهزة طرد مركزي أكثر فاعلية من نوع "IR - 4" و"IR - 5" و"IR - 6" و"IR - 8".

أما أجهزة "IR - 1" التي استخدمتها إيران سابقا في منشأتي "ناتانز" و"فوردو" فإنها تعمل ما بين 0.75 ووحدة واحدة "إس في يو" وهو مما يعني أن إيران بحاجة إلى 190 ألف جهاز طرد مركزي من طراز "IR - 1" للوصول إلى 190 ألف وحدة فصل.

لكن في حال شغلت إيران أجهزة طرد مركزي من طراز "IR - 2" فإنها يمكن أن تصل إلى 5 وحدات "إس في يو"، وهو ما يعني أن إيران بحاجة إلى 38 ألف جهاز طرد مركزي للوصول إلى 190 ألف وحدة فصل.

وإذا ما حصلت إيران على أجهزة طرد مركزي من نوع IR - 8 التي تصل إلى 24 وحدة "إس في يو"، فإنها بحاجة إلى 8 آلاف جهاز طرد مركزي لبلوغ النسبة التي أكد عليها خامنئي في خطاباته.

وقال خامنئي إن "الشعب والحكومة الإيرانية لا تتحمل العقوبات و(الحصار النووي) في وقت واحد. على المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أن تستعد للوصول إلى 190 ألف وحدة فصل في إطار الاتفاق النووي، وأن تبدأ بعض المقدمات التي أصدر أوامرها الرئيس الإيراني".

وهاجم خامنئي مواقف الدول الأوروبية، وفي إشارة إلى البرنامج الصاروخي، قال إن "ما يستشف من تصريحات بعض الدول الأوروبية أنها تريد أن يتحمل الشعب الإيراني العقوبات وأن يكف أيضا عن الأنشطة النووية وأن تستمر القيود. أنا أقول لتلك الدول إن حلمها لن يتحقق".

وعدّ خامنئي قضية الصواريخ الباليستية غير قابلة للتفاوض، مشيرا إلى أن إيران "أصبحت القوة الصاروخية الأولى في المنطقة، والعدو يعرف أنه إذا وجه ضربة واحدة، فسيتلقى عشر".
وانتقد خامنئي أطرافا داخلية اتهمها بالعمل مع "الأعداء" لمعارضتها برنامج الصواريخ الباليستية، وقال في إشارة إلى المطالب الأوروبية بوقف برنامج تطوير الصواريخ، إن "الصواريخ سبب الأمن ومن نقاط قوتنا. انظروا على ماذا يركز الأعداء".

وتابع خامنئي أن "مَن يقدّمون الدعم للحرب النفسية التي يشنّها الأعداء، يحاولون فرض شكل ناقص من الاتفاق النووي على البلد". وقال إن "الدول الأجنبية تريد ذلك؛ أن يقوم بعض من في الداخل بدعاية حول احتمال وقوع الحرب، وهو ما يريده الأعداء"، وأشار خامنئي إلى تدهور الأوضاع المعيشية في إيران قائلا إن "خطة الأعداء اليوم ممارسة الضغط الاقتصادي والنفسي والعملي ضد إيران"، إلا أنه في الوقت نفسه حذر الإيرانيين من الانقسامات والخلافات الداخلية.

وخاطب خامنئي الإيرانيين على أنه يعرف تفاصيل "خُطة الأعداء"، وتوعّد بشرحها للإيرانيين، مشيرا إلى أن "الشعب يعرف كل شيء ويفهم ويشعر".​