رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى

أثار لجوء محتجين في الجنوب الجزائري على فاعليات المهرجانات الفنية وتخصيص الموازنات بينما تغيب الموازنات التنموية، إلى "اعتصامات" تترافق فيها الصلات الجماعية، سجالًا سياسيًا ثقافيًا مجتمعيًا ومخاوف من مد أصولي جديد، وأكدت الحكومة في المقابل، مواصلة الفاعليات الفنية وعدم إلغاء أيٍ منها.

وحاول مئات المعتصمين في محافظة سيدي بلعباس "430 كيلومترًا غرب العاصمة الجزائر" ليل الأربعاء الخميس منع مهرجان أغنية الراي السنوي، وأقام المعتصمون صلاة جماعية اقتداء بما حدث في محافظة ورقلة قبل أيام، وتحولت تلك المبادرات مادة نقد في مواقع التواصل الاجتماعي يعتبرها البعض "عودة للأصولية الدينية".

وتمكنت مصالح الشرطة في سيدي بلعباس من تفريق اعتصام لمئات المتظاهرين الذين استجابوا لدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ينشر ناشطون دعوات إلى رفض مهرجانات فنية في محافظات داخلية احتجاجاً على "الظروف المعيشية الصعبة"، وضرورة "تحويل تلك الموازنات (التي تصرف على المهرجانات) لضروريات تنموية" لا على "كماليات فنية".

وأدى حراك المعتصمين في بعض المحافظات إلى اندلاع نقاشات حادة قادها ناشطون وصفوا الظاهرة بـ "عودة الأصولية". وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بسجالات بين كتاب وصحافيين، وانتقلت سريعاً إلى الجهاز التنفيذي ومؤثرين في المجال الثقافي.

وبينما توافق رئيس الحكومة أحمد أويحيى مع رأي وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في أن "الحراك في تلك المحافظات لن يلغي المهرجانات"، نافيين علاقة ما يحدث بمسائل تنموية، إلا أن فريقاً آخر من السياسيين يربط الاعتصامات بظروف اجتماعية لا بقناعات عقائدية.

وقال نزيه بن رمضان، النائب البرلماني والرئيس السابق لوكالة الإشعاع الثقافي الحكومية، في اتصال مع "الحياة"، أن "من يحاول ربط هذه الأحداث بغير الظروف الاجتماعية مخطئ". وتابع أنّ محافظة ورقلة احتضنت تظاهرة فنية كبرى العام الماضي في حضور نجوم الأغنية الشبابية و "لم يحدث شيء لأن الظروف كانت أحسن".

وردّ الكاتب الجزائري أحميدة العياشي بشأن انتقاد كثيرين لـ "الاحتجاجات بالصلاة"، بالقول أنّ "التعبير الديني بوساطة الصلاة كشكل من أشكال المقاومة السلمية جاء ليعبر عن أسلوب ثقافي يرتبط بالجانب الروحي للمنطقة ولا علاقة له بالأصولية".