حاملة طائرات أميركية

أعلن الحرس الثوري أن حاملة طائرات أميركية أطلقت أعيرة تحذيرية خلال مواجهة استفزازية وغير مهنية ، مع البحرية الإيرانية في الخليج، محذرًا واشنطن من تبعات ثقيلة لتصرّفاتها.

وأوضح مسؤول دفاعي أميركي ، الثلاثاء الماضي ، أن سفينة تابعة للبحرية الأميركية أطلقت أعيرة تحذيرية قرب زورق إيراني ، بعدما تجاهل محاولات للاتصال اللاسلكي وطلقات ضوئية وصفارات إنذار أطلقتها السفينة، إثر اقترابه منها لمسافة 137 متر في مياه الخليج.

وأشار المسؤول إلى أن السفينة كانت تشارك في تدريبات مع سفن أميركية وسفن أخرى من التحالف الدولي ، عندما اقترب منها زورق الدورية الإيراني، قبل تراجعه بعد إطلاق الأعيرة التحذيرية ، لكن الحرس اعتبر الأمر محاولة استفزاز وترهيب لقواته.

وحادث الثلاثاء كان الأول منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكم ، علمًا أنه هدّد خلال حملته الانتخابية بإطلاق النار على أي سفينة إيرانية تتحرّش بسفن الأسطول الأميركي في الخليج.

وتكرّرت حوادث مشابهة في الشهور الأخيرة، فكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ساخرًا على موقع "تويتر" : "بحريتنا تعمل في الخليج الفارسي، لا في خليج المكسيك".

وبدا أن الجانبين حرصًا على تجنّب تصعيد الموقف، لكن مراقبين يخشون أن تؤدي لعبة القط والفأر بينهما إلى ما لا يُحمد عقباه ، وأن يُشعِل حادث عرضي حريقًا في منطقة حيوية إستراتيجيًا ، إذ يمرّ يوميًا من مضيق هرمز ثلث صادرات النفط في العالم.

وأكد الحرس أن حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس نيمتز" وسفينة حربية مرافقة لها اقتربتا من منصة "رسالت" للنفط والغاز، فيما كانتا تحت رصد ومتابعة من فرقاطات قاذفة للصواريخ تابعة لقواته.

وأشار الحرس إلى إقلاع مروحية من حاملة الطائرات واقترابها من السفن الحربية للحرس الثوري ، متهمًا الأميركيين بتنفيذ حركة استفزازية وغير مهنية، بإطلاقهم قنابل ضوئية وإصدارهم تحذيراً صوب سفننا ، لافتًت إلى أن أبطال البحرية تابعوا مهمتهم في المنطقة من دون اكتراث للسلوك غير المعتاد من السفن الأميركية، ثم غادرت حاملة الطائرات والسفينة الحربية المرافقة لها المنطقة فورًا.

وأشاد بيان الحرس إلى يقظة أبطال بحريته ، مذكرًا بأن الحادث يأتي بعد أيام على تصرّف استفزازي لسفينة أميركية في شمال الخليج، إذ أطلقت عيارَين في الهواء أمام زورق دورية تابع لبحرية الحرس.

ولفت الجنرال رسول سنائي راد، المساعد السياسي لقائد الحرس ، الجنرال محمد علي جعفري، إلى تصرفات غير مهنية للبحرية الأميركية في الخليج، خصوصًا بعد تصريحات أميركية عن فتح قنوات اتصال مع إيران، للحؤول دون مواجهات محتملة في المنطقة.

وأردف راد "يُحتمل أن يكون التصرّف الأميركي شخصيًا ، لا تصرفًا أو قرارًا اتُخذ على مستوى عال ومنسّق ، الفرضية الأخرى للتصرف الأميركي هو اختبار جاهزيتنا عبر مناورة بحرية".

ونبّه راد إلى أن للتصرّف الأميركي غير المهني، من دون الأخذ في الاعتبار الوضع الإقليمي، تبعات ثقيلة على الأميركيين وعلى المنطقة ، مضيفًا "يجب ألا يصدّق الأميركيون أن ضبط النفس الإيراني دليل على صوابية تصرّفهم، بل هو تصرّف منطقي من البحرية الإيرانية في مواجهة التصرّف الأميركي غير المسؤول".

يأتي ذلك بعد إعلان البيت الأبيض أن ترامب سيوقّع مشروع قانون أقرّه مجلس الكونغرس، يشدّد عقوبات على روسيا وإيران وكوريا الشمالية ، في المقابل، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى "البرلمان" الإيراني علاء الدين بروجردي المصادقة بالإجماع على الخطوط العريضة لمشروع التصدي للإجراءات الأميركية المعادية» لطهران.