برلين ـ جورج كرم
تشهد الأزمة بين أنقرة وبرلين، على خلفية منع زيارة نواب ألمان للقوات المرابطة في قاعدة "إنجرليك" جنوب تركيا، مساعي لمحاولة تخفيف التوتر، وإنهاء المناقشات الجارية حول سحب ألمانيا قوتها المؤلفة من نحو 270 جنديًا إلى جانب 6 طائرات "تورنادو"، وطائرة تموين بالوقود في الجو إلى قاعدة أخرى قد تكون في الأردن. لكن رفضت أنقرة مرة أخرى زيارة كانت مقررة لوفد برلماني ألماني آخر أمس الخميس لزيارة البرلمان التركي، ولقاء مسؤولين ونواب وصحافيين وناشطين حقوقيين في كل من أنقرة وإسطنبول وديار بكر.
وأعلنت نائب رئيس البرلمان الألماني، كلوديا روث، أمس، أن وفدا برلمانيا ألغى خطته لزيارة تركيا بعد أن اكتشف في اللحظات الأخيرة أنه لن يكون قادرا على إجراء محادثات مع المسؤولين أو زيارة مبنى البرلمان التركي. وقالت روث، نائبة حزب الخضر نائب رئيس مجلس النواب الألماني، التي كانت سترأس الوفد: إن المسؤولين الأتراك أبلغوها بأن الوفد الألماني لن يتمكن من الوصول إلى البرلمان في أنقرة.وقالت روث: تلقينا أمس معلومات تفيد بأن المستويات العليا في الجانب التركي تعتبر أنه من غير المناسب في الوقت الحالي إجراء نواب البرلمان الألماني مناقشات سياسية في تركيا، مضيفة: هذا هو في الواقع رفض للحوار السياسي... إنها بطاقة حمراء للبرلمان الألماني.
وقال مسؤول تركي في تصريح لصحيفة "حرييت": أعتقد أن الزيارة لم تكن مناسبة في هذا الوقت؛ لذا رفضنا طلباتهم لعقد الاجتماعات. وأشارت مصادر إلى أن الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، كثف جهوده لحل المشكلة بين الحليفتين ألمانيا وتركيا قبل القمة السنوية للحلف التي انطلقت في بروكسل الأربعاء، واختتمت أمس الخميس.
وفي إشارة إلى السعي لإنهاء هذه الأزمة على غرار الأزمة السابقة، قال السفير الألماني لدى تركيا مارتن أردمان: إن أنقرة وبرلين تعملان على حل الأزمة الناجمة عن رفض زيارة النواب الألمان للقاعدة.وأضاف أردمان، الذي زار مدينة أضنة، حيث توجد قاعدة إنجرليك، الثلاثاء: إننا نواصل عملنا لحل هذه المشكلة المؤسفة، مشيرا إلى أنه قام بزيارة القاعدة مرتين من قبل، لكن لم يزرها هذه المرة وحقيقة أن زيارته إلى أضنة جاءت في الوقت نفسه مع أزمة إنجرليك هو مجرد صدفة، حيث كان تم ترتيب الزيارة منذ فترة طويلة.