غسان سلامة

حيا غسان سلامة، المبعوث الأممي لدي ليبيا، المجتمعين، أمس الثلاثاء في الجلسات التشاورية للملتقى الوطني في مدينة سبها، (جنوب البلاد) لـ"تغليبهم لغة التواصل على صوت السلاح"، في وقت بحث فيه مع السفير السعودي لدى ليبيا محمد العلي، الأوضاع السياسية في البلاد.وجاء ذلك وسط استغراب سياسيين وحقوقيين ليبيين، مما سموه نقل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان معركته السياسية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي تجري وقائعها على الأراضي السورية، إلى بلاده، وذلك بعد اتهام فرنسا بشكل مباشر بـ"ارتكاب مجازر هائلة في ليبيا".

وقالت البعثة الأممية عبر حسابها على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، مساء الاثنين، إن سلامة التقى سفير المملكة العربية السعودية، وناقش معه آخر مستجدات العملية السياسية في ليبيا.وبدأت في "سبها" عقد جلسات تشاورية للملتقى الوطني، برعاية مركز الحوار الإنساني المكلف من المبعوث الأممي غسان سلامة، حضرها شخصيات اجتماعية كثيرة، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني وجهات حكومية بالمدينة. وفي نهاية اللقاء وجّه سلامة التحية للحاضرين، وقال في "تغريدة" على حسابه الشخصي بموقع "تويتر": "أحيي الأعزاء في سبها لتغليبهم لغة التواصل على صوت السلاح كي تجتمع كلمتهم في لقاء وطني ناجح".

ويعد الملتقى الوطني إحدى مراحل خطة سلامة قبيل الدعوة إلى المؤتمر الوطني الجامع، الذي سبق أن أعلن عنه المبعوث الأممي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.كما سبق لسلامة القول خلال فعاليات الملتقى، الذي انطلق في بلدية أبو سليم بالعاصمة طرابلس، إن مهمته في ليبيا تتمثل بإعادة بناء الدولة، مبيناً أن عناصر خطته لحل الأزمة الليبية يكمل بعضها بعضا. موضحًا أن البعثة الأممية تؤيد مثل جميع الليبيين أن تكون هناك انتخابات على ثلاثة أصعدة، رئاسية وبرلمانية وعلى مستوى البلديات.

في شأن آخر، استغرب حقوقيون وأعضاء في مجلس النواب، اتهام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشكل مباشر فرنسا بـ"ارتكابها مجازر هائلة في بلادهم" خلال خطابه في حفل توزيع جوائز "جبل الزيتون للسلام" بمدينة إسطنبول، مساءالاثنين.

وقال عضو في مجلس النواب إن "تركيا لا تكف عن دعم الجماعات الإرهابية في بلادنا بالمال والسلاح"، مشيراً إلى أن "جيشنا الوطني كشف أكثر من مرة عن أوجه هذا الدعم الكبير لتخريب البلاد".

وتساءل النائب، الذي رفض ذكر اسمه: "لماذا تذكّر إردوغان مجازر فرنسا في ليبيا الآن؟"، متابعاً: "أليس هذا على خلفية تناحر سياسي على الأرضي السورية؟".واستكمل النائب: "نعم... حلف الناتو دمر بلادنا وتركها نهباً للجماعات المتطرفة التي تلقى دعماً من تركيا، في حين يفرض مجلس الأمن الدولي قيوداً على توريد السلاح لبلادنا".

وعادة لا يخلو مؤتمر صحافي للناطق باسم الجيش الوطني الليبي، برئاسة المشير خليفة حفتر، إلاّ ويتهم فيه تركيا بلعب دور كبير في دعم الجماعات المتطرفة في بلاده.وكان تلفزيون "تي آر تي" التركي الحكومي، قد نقل عن إردوغان قوله إن الأمم المتحدة أخفقت بـ"إقدام الفرنسيين على قتل خمسة ملايين مسلم في الجزائر، كما أن هؤلاء الفرنسيين ارتكبوا مجازر هائلة في ليبيا أيضاً".
وفي نهاية مارس (آذار) الماضي، اتهم الرئيس التركي فرنسا بمعاداة بلاده، على خلفية استضافة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوفد "قوات سورية الديمقراطية"، التي يشكل مقاتلون أكراد أحد أركانها الرئيسية، ووصف إردوغان الوفد بأنه "إرهابي".