مركز الملك سلمان للإغاثة

وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عقدًا لتزويد المستشفيات اليمنية بالأكسجين بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة اليمنية الشرعية تحركاتها الميدانية لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة ورفع وتيرة إعادة بناء المؤسسات وتوفير الخدمات. وانتقد محافظ مأرب سلطان العرادة، أداء المنظمات الدولية الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية في صنعاء، بموازاة ضعف الاهتمام الذي توليه هذه المنظمات للمناطق اليمنية المحررة، وفي المقدم منها محافظة مأرب التي وصلها، وفد تابع لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن.

وتضمن العقد الذي وقّعه، في الرياض مركز الملك سلمان تمديد الدعم السعودي الإنساني للمستشفيات اليمنية، من خلال توفير 11 محطة للأكسجين بتكلفة مليون و440 ألف دولار، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. ووقّع العقد مساعد المشرف العام للعمليات والبرامج بالمركز المهندس أحمد البيز، وممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور نيفيو زاغاريا. وفي تصريحات رسمية أوضح مدير إدارة المساعدات الطبية والبيئية بمركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبد الله المعلم، أن العقد تمديد لشراكة مع منظمة الصحة العالمية لتوفير 11 محطة للأكسجين في المستشفيات اليمنية.

وأكد المعلم أنه تم تسليم 5 محطات للأكسجين قال إنها وصلت إلى مواقعها في المستشفيات اليمنية في الوقت الذي يجري العمل على استكمال وصول المحطات المتبقية، وذلك ضمن الجهود الإنسانية والإغاثية التي يقوم بها مركز الملك سلمان بمواصلة دعم الجوانب الإنسانية للشعب اليمني.

وعلى صعيد التحرك الحكومي للشرعية اليمنية، أفادت مصادر يمنية رسمية بأن رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر وضع، حجر الأساس لـ13 مشروعاً في محافظة سقطرى ممولة من منحة الاستجابة الطارئة للبنك الدولي عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بمبلغ قدره 350 مليون ريال (الدولار يساوي 4.85 ريال) وينفذها فرع الصندوق الاجتماعي للتنمية في مدينة المكلا.

وهذه المشاريع تأتي "ضمن جهود الحكومة المتواصلة للدفع بعجلة التنمية بمحافظة أرخبيل سقطرى، وفقاً لتوجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولما تمثله سقطرى وجزر الأرخبيل كافة من أهمية استراتيجية وسياحية مهمة". وكان رئيس الحكومة بن دغر قد كثّف تحركاته الميدانية لجهة تطبيع الأوضاع في عدن وحضرموت وأبين، قبل أن ينتقل إلى سقطرى في سياق المساعي ذاتها.

وعلى وقْع حالة عدم الرضا التي تبديها الحكومة الشرعية من أداء المنظمات الدولية لجهة خضوع أنشطتها لإملاءات الحوثيين في صنعاء، انتقد محافظ مأرب سلطان العرادة دور المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في اليمن، مشيرًا إلى تقوقعها في العاصمة صنعاء تحت سيطرة الميليشيات التي قال إنها تملي عليها ما تريد لتضمينه في تقاريرها المرفوعة إلى الأمم المتحدة.

وجاءت تصريحات المحافظ العرادة خلال استقباله، وفد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (أوتشا) في أثناء زيارته لمأرب في سياق مهامّه لتفقد الأوضاع الإنسانية في المحافظة. وقال العرادة: "رغم أن الزيارة جاءت متأخرة لكنها خير من ألا تأتي... وكنا نتمنى أن تكون الزيارة في وقت مبكر للمشاهدة عن قرب ما يعانيه الشعب اليمني نتيجة الانقلاب الذي قامت به ميليشيات الحوثي والذي يختلف عن كل الانقلابات المعهودة في العالم، حيث عرّض هذا الانقلاب البلاد للدمار والحرب ونهب كل مكتسبات الوطن من قبل هذه الميليشيات".

وحسب التصريحات التي نقلتها وكالة "سبأ" عن العرادة قال إنه "يتوجب على منظمات الأمم المتحدة الإنسانية أن توجد في كل محافظات اليمن المحررة لتحدد الاحتياجات من الواقع وليس كما يُنقل إليها من الميليشيات الانقلابية أو ممن يتعاملون معها".

واستعرض المحافظ الأوضاع الإنسانية في مأرب، وأشار إلى أنها "استقبلت أعدادًا كبيرة من النازحين من مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات في ظل بنية تحتية ضعيفة وخدمات عامة محدودة، وهو ما شكل عبئًا على كل الجوانب التعليمية والصحية والأمنية والاجتماعية".