الرئيس التركي رجب طيب إردوغان

اتهم الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الولايات المتحدة صراحة بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/ تموز 2016 عبر أجهزتها الاستخباراتية، والسعي لتنفيذ محاولة انقلاب جديدة بآليات مختلفة من خلال محاكمة نائب رئيس بنك «خلق» الحكومي الذي أدانته محكمة أميركية الأسبوع الماضي بالتحايل لخرق العقوبات على إيران في الفترة من 2010 إلى 2015.

وهاجم إردوغان الولايات المتحدة في خطاب أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، بالبرلمان التركي، الثلاثاء، قائلًا إن محاكمة محمد هاكان أتيلا محاولة من مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" والمخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، بالتعاون مع «حركة الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، المقيم في أميركا والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في 2016، للتضييق على تركيا، مضيفًا: «لكنها لن تنجح في ذلك وستبوء بالفشل».

وتابع إردوغان: «من فشل في تنفيذ محاولة الانقلاب في بلادنا، يبحث عن طريقة أخرى للانقلاب. والدعوى القضائية في أميركا، ضد مدير بنك "خلق" التركي، هي عنوان لمحاولة انقلاب بمضمون سياسي»، موضحًا «كان ثمة أصدقاء وشركاء إستراتيجيين لنا، يدعمون تنظيمات إرهابية بمختلف أنواع السلاح "في إشارة إلى الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سورية بالسلاح في إطار الحرب على تنظيم داعش"، فما الذي تبقى لنبحثه معهم».

وأدانت محكمة مانهاتن الفيدرالية في نيويورك، الأربعاء الماضي، أتيلا بـ«خرق عقوبات واشنطن على إيران»، و«الاحتيال المصرفي»، و«المشاركة في خداع الولايات المتحدة»، و«المشاركة في جريمة غسل أموال»، و«خداع البنوك الأميركية». واعتقل أتيلا في الولايات المتحدة في مارس/ آذار 2017، بعد عام من توقيف تاجر الذهب التركي من أصل إيراني رضا ضراب على خلفية اتهامهما بـ«اختراق العقوبات الأميركية على إيران»، و«الاحتيال المصرفي».

 ووافق ضراب على التعاون مع الادعاء الأميركي وتحول إلى شاهد ضد أتيلا. وعدت أنقرة أن القضية ذات دوافع سياسية وأنها مؤامرة جديدة من القضاء الأميركي وحركة غولن للتضييق على تركيا، حيث قد تتعرض تركيا لعقوبات اقتصادية عند صدور الحكم على أتيلا في 11 أبريل/ نيسان المقبل.

على صعيد آخر، يلتقي إردوغان "الأربعاء" رئيس حزب الحركة القومية المعارض دولت بهشلي للتشاور حول الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها البلاد في 2019 بناء على دعوة من إردوغان، وذلك بعد إعلان بهشلي تأييد حزبه لإردوغان ودعمه له في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

 وفي رده على سؤال لأحد الصحافيين حول «وجود خطة للقاء بهشلي» قال إردوغان: «بعثنا دعوة لهم». وأعلن بهشلي، الإثنين، دعمه إردوغان في حال ترشحه للرئاسة في الانتخابات التي ستشهدها البلاد العام المقبل، مؤكدًا استعداد حزبه لبحث مسألة تشكيل تحالف أو الرؤية السياسية المستقبلية للحزبين في انتخابات 2019، مشددًا على أن حزبه لن يقدم أي مرشح لخوض الانتخابات الرئاسية في مواجهة إردوغان.