اللاجئين التشاديين

غادر المئات من اللاجئين التشاديين في ولاية وسط دارفور السودانية إلى بلادهم، وسط توقعات بإغلاق قريب للمعسكر المعروف بـ"مكجر" بعد مغادرة آخر لاجئ فيه وعودته إلى دياره. وزوّد أكثر من 500 ألف لاجئ تشادي، بحزم مساعدات لتسهيل عودتهم إلى أحد مراكز الاستقبال لهم في شرق تشاد. وينتظر أن تقدم لهم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وحكومة تشاد مساعدات إضافية بغرض إعادة دمجهم في المجتمع التشادي.

ونقل تقرير أصدرته الأمم المتحدة عن عيسى أبكر البالغ من العمر 44 عامًا، وهو أحد اللاجئين التشاديين الذين فروا إلى السودان قبل 12 عامًا، "طوال الفترة التي عشت فيها في هذا المعسكر (مكجر)، لم أفقد الأمل أبداً في أن أتمكن في يوم من الأيام من العودة إلى دياري". وأضاف: "أشعر أنني محظوظ لأنني تمكنت أخيراً من العودة إلى دياري مع عائلتي".

وتأثرت زوجته عشة (عائشة) عبد الله، أثناء ركوب الحافلة التي تقلهم من المعسكر إلى وطنهم، وقالت: "أنا فرحة فرحًا شديدًا، سيتمكن أطفالي الستة الذين وُلد نصفهم في السودان، من رؤية أقاربهم وقريتهم الأصلية في تشاد". وأضافت وهي تمسح دموعها بيد مرتجفة: "لم أكن أرغب في أي شيء آخر سوى العودة إلى أرض الوطن، أشعر كأن أحلامي كلها قد تحققت".

وأنشئ مخيم "مكجر" في 2006، إثر هروب اللاجئين من تشاد إلى المنطقة في أعقاب تصاعد الأعمال العدائية بين الحكومة والمعارضة. ومع تحسن الأوضاع في بلادهم واستجابة لطلبهم، وقعت حكومتا السودان وتشاد ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، اتفاقاً ثلاثياً في مايو/أيار 2017، لتوفير إطار قانوني للعودة الطوعية للاجئين التشاديين في دارفور.

وعلى صعيد آخر، وصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم نائب الرئيس الكيني، ويليام روتو، في زيارة رسمية للبلاد تستغرق 3 أيام، يلتقي خلالها مسؤولين سودانيين من بينهم رصيفه السوداني بكري حسن صالح الذي يتولى أيضاً رئاسة الوزراء. وقال وزير الدولة في الخارجية السودانية محمد عبد الله إدريس، في تصريحات بمطار الخرطوم أمس، إن نائب الرئيس الكيني سيعقد سلسلة من المباحثات الرسمية تشمل لقاء مع الرئيس عمر البشير.

ووصف إدريس الزيارة بـ"المهمة". وأضاف: "نتوقع أن توثّق لعلاقات البلدين بصورة أكبر، وتوسع فرص التعاون بينهما، وأن تؤسس لبناء علاقات اقتصادية وتبادل تجاري واستثمار سوداني - كيني، في مجالات المعادن والطاقة".