الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأول مرة عن حجم القوات التابعة للجيش المصري في شمال سيناء،قائلًا إن 41 كتيبة، يقدر قوامها بـ25 ألف فرد تواجه الجماعات المتطرفة هناك، منوهًا إلى أن هناك حشد آخر كبير للقوات في مختلف مناطق الجمهورية وخصوصًا على الحدود، ومنها الحدود الغربية مع ليبيا التي يصل طولها لأكثر من 1200 كيلو متر، مما يضاعف الكلفة المالية التي تخصصها مصر لمواجهة التطرف.

وأضاف السيسي أن دولًا وأجهزة، لم يشر إليها، تدعم الجماعات المتطرفة في سيناء بالعتاد والمال، مشيرًا إلى أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط تم ضبط ألف طن متفجرات وملايين الجنيهات والدولارات، وقال السيسي إن "هذه الدول والأجهزة تهدف إلى ضرب وحدة الشعب المصري، انتقامًا من التحول الذي أحدثه الشعب المصري بخروجه في الثلاثين من يونيو عام 2013"، الذي أسهم في تغيير ما وصفه الرئيس بترتيبات كان يجري الإعداد لها، كانت ستحيل المنطقة إلى كتلة مشتعلة بشكل أكبر مما هي عليه الآن.

وأكد السيسي أن أجهزة الأمن "حققت إنجازات ملموسة بمواجهة الجماعات المتطرفة في سيناء"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن "هذه المواجهات ستستمر لفترة، وستطول بسبب حرص قوات الجيش والشرطة على عدم المساس بمدنيين أبرياء خلال هذه المواجهات، خصوصًا أن بعض خلاياهم تتعمد الاختفاء وسط تجمعات سكانية"، وتابع أن دولًا وأجهزة دعمت، وعلى محاور عدة، من بينها الجماعات المتطرفة في سيناء، عمليات الحشد لما سمي بثورة الحادي عشر من نوفمبر الماضي، مشيرًا إلى أن شهر أكتوبر الماضي فقط شهد وقوع 53 عملية متطرفة كانت بمثابة تصعيد وتهيئة لإسقاط الدولة، وقال السيسي إن وعي الشعب المصري أدرك واستوعب كل هذه المخاطر، ولم يتجاوب مع تلك الدعوات.

ورفض السيسي، في مداخلة هاتفية مع قناة "ON E" المصرية، الكشف أو الإشارة إلى الدول والكيانات التي تستهدف النيل من مصر وتدعم الجماعات المتطرفة، مشيرًا إلى أنه وكرئيس دولة لا ينبغي أن يتحدث إلى الرأي العام في الداخل والخارج بمعلومات من هذه النوعية، وقال إن الشعب المصري "سيثأر من تلك الدول والكيانات" باصطفافه وتماسكه وإفشاله مخطط ضرب الأمن والاستقرار الذي تدعمه هذه الجهات.

 وأردف السيسي "إن مصر تكبدت تكلفة مالية باهظة خلال تلك الفترة لمواجهة المخططات التي كانت تستهدف مصر، ولا تزال، وأضاف أن هناك كلفة لايمكن تقدير قيمتها، هي المتمثلة في الأفراد الذين قضوا أو أصيبوا خلال المواجهات، ونوه إلى تعليق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي أشاد فيه بالجهود المصرية في مكافحة التطرف، وبأنها الدولة الوحيدة في العالم التي تواجه التطرف بشجاعة وضرواة وبمفردها.

 وأكد السيسي أن مصر تواجه حربًا حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مشيرًا إلى أن حجم المواجهات التي واجهتها مصر خلال السنوات الثلاث والنصف الأخيرة، يوازي تلك المواجهات التي حدثت خلال السنوات الثلاث التالية عقب عدوان عام 1967 من القرن الماضي، وحتى إعلان مبادرة روغرز بوقف إطلاق النار بين مصر واسرائيل عام 1970.