جماعة "أنصار الدين" المتشددة

قرر القضاء الجزائري ترحيل 105 أشخاص يحملون جنسية مالي إلى بلادهم، بسبب عضويتهم في جماعة "أنصار الدين" المتشددة، التي يقودها إياد أغ غالي، في أول إجراء من نوعه تتخذه الجزائر ضد هذه الجماعة، وذلك وفق ما نقلته وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول حكومي رفض ذكر اسمه.

وتعتزم الجزائر طرد عدد كبير من "المتشددين" من تنظيم "أنصار الدين" إلى بلدهم الأصلي، وبعد القرار المتخذ من قبل مجلس قضاء العاصمة.

وتشمل عملية الترحيل المفترضة معتقلين في مناطق صحراوية، من بينهم 19 محتجزون في غرداية وآخرين في ورقلة وتيمياوين أقصى جنوب البلاد.

وتعكس تلك العملية تحولًّا كبيرًا في نظرة الجزائر لتنظيم "أنصار الدين"، قياساً على دفاعها لسنوات سابقة عنه بوصفه "حركة إسلامية من التيار الوطني في مالي تنبذ التطرف"، فيما كانت الحكومة الفرنسية تمارس ضغطًا على الجزائر لتصنيف "أنصار الدين" تنظيمًا إرهابيًا.

وانتقلت الجزائر بذلك إلى مرحلة جديدة في التعامل مع المهاجرين الأفارقة بتقديمها ورقة "التشدد"، بينما تلقى عتابًا دوريًا من منظمات حقوقية ودولية كان آخرها الأمم المتحدة التي دعتها إلى الكف عن اعتقال وطرد المهاجرين إليها من جنوب الصحراء الأفريقية.

ورفضت الجزائر هذا الانتقاد وقالت إنها تواجه تدفقًا ضخمًا من اللاجئين غير الشرعيين القادمين إليها عبر حدودها الجنوبية مع مالي والنيجر.

ورحّلت الجزائر خلال 3 سنوات أكثر من 27 ألف مهاجر سري، أغلبهم عبروا الحدود عبر المنطقة "الميتة" على حدود النيجر.

وأعلن موالون مرتبطون بقائد جماعة "أنصار الدين" إياد أغ غالي مسؤوليتهم عن عشرات الهجمات على قوات من مالي وفرنسا والأمم المتحدة تتمركز في صحراء شمال مالي، لكن التنظيم لم يعلن عن شنّ أي عمليات في الجزائر.

وفككت أجهزة الأمن خلايا لجماعات "متطرفة" نازحة من شمال مالي، في 5 محافظات جزائرية جنوبية، واعتقلت 19 عنصراً من مالي ينتمون لجماعة "أنصار الدين" الناشطة في شمال مالي، تسللوا إلى محافظة غرداية منذ سنة.

وهذه الخلية هي الوحيدة التي أعلنت عنها السلطات الجزائرية رسميًا.

وكان مدير المركز العملياتي لتسيير الأزمات في وزارة الداخلية الجزائرية حسان قاسيمي أعلن منذ أسابيع، إحباط نشاط جماعات متطرفة من منطقة الساحل في 5 محافظات جزائرية لم يسمها. ولفت المسؤول الجزائري الإنتباه إلى محاولات "انتقال إرهابيين أجانب في شكل واسع نحو الجزائر لا سيما من جهة شمال مالي".

وذكر قاسيمي أن "الحركات الإرهابية حاولت التمركز في بعض الولايات الجنوبية، وتمكنت من التمركز في 5 منها لكن قواتنا الأمنية قضت تمامًا على هذه الخلايا".

وكانت محافظة غرداية (600 كيلومتر جنوب العاصمة)، مسرحًا لاعتقال 19 مسلحًا ماليًا من جماعة "أنصار الدين" تمكنوا من النزوح باتجاه الشمال حيث باشروا بهيكلة حركتهم.