محكمة هامبورغ

أصدرت محكمة هامبورغ أحكاما بالسجن على 3 سوريين بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش" وتشكيل "خلية نائمة" في ألمانيا بهدف تنفيذ عمليات متطرفة.

وحكمت المحكمة على أكبرهم سنا "ماهر.هـ"، (27 عاما)، بالسجن لمدة 6 أعوام ونصف العام، وبالسجن لمدة 3 أعوام ونصف العام على الشابين الآخرين، لأنهما كانا قاصرين وقت توقيفهما.

وصدرت الأحكام بعد أن تيقنت المحكمة من أن السوريين الثلاثة تسللوا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 إلى ألمانيا مع موجات اللاجئين بتكليف من "داعش" بهدف تشكيل خلية متطرفة، وكانت التوجيهات تطلب منهم تشكيل "خلية نائمة" بانتظار تعليمات لاحقة من التنظيم المتطرف.

وقال القاضي إن المحكمة توصلت خلال أكثر من 30 جلسة إلى تركيب صورة الجريمة من آلاف القطع الصغيرة كما في أحجيات "البازل". وأضاف أن التنظيم الذي تبنى مسؤولية عدة اعتداءات في أوروبا، لا سيما في باريس ونيس في 2015 و2016، زودهم بجوازات سفر مزورة والمال وهواتف جوالة، "وكان أسلوبهم للوصول إلى أوروبا شبيها بأسلوب بعض منفذي اعتداءات باريس وسان دوني التي أوقعت أكثر من 130 قتيلا في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015" حسبما أوضحت المحكمة، ولدخول اليونان عبر تركيا استعانوا بالمهربين أنفسهم الذين اتخذوا طريق البلقان وصولاً إلى ألمانيا.

وشدد القاضي عند قراءة الحكم على أهمية التعاون الدولي ضد الإرهاب، وأشار إلى أنه تم الاستماع في القضية إلى شاهدي إثبات في فرنسا ولبنان. كما تلقت المحكمة بروتوكولات الأحاديث الهاتفية بين المتهمين الثلاثة من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي)؛ و"فقط من خلال هذا التعاون، تم تسليط الضوء على نشاط الخلية النائمة"، حسب تعبير القاضي.

ويفترض أن الأميركيين سلموا إلى الجانب الألماني صور المتهمين الثلاثة، وأن السلطات الألمانية تعرفت عليهم على أنهم طالبو لجوء في ألمانيا، من خلال نظام البحث الإلكتروني عن الإرهابيين، وبدأت محاكمة السوريين الثلاثة يوم 13 يونيو/ حزيران 2017. والتزم الثلاثة الصمت حتى جلسة يوم 16 فبراير/ شباط الماضي حينما فاجأ "ماهر.هـ"، (27 عاما)، المحكمة باعتراف شامل بدافع الحصول على حكم مخفف.

واعترف المتهم، من مدينة حلب، بأنه خاض 3 دورات للتدريب طوال 3 أشهر على مختلف الأسلحة في معسكرات "داعش" في الرقة بمثابة إعداد له للمهمة المقبلة في ألمانيا، وعمل أحد رجال التنظيم المتطرف في الرقة على وضع صورته بجواز حصل عليه التنظيم من المدن السورية.

وحصل على مبلغ 1500 يورو من التنظيم كي يبدأ رحلته مع اللاجئين وصولاً إلى ألمانيا، واعترف أيضا بأنه انتقل من "الجيش السوري الحر" إلى الميليشيات الإرهابية لأسباب مالية بحتة عام 2015.​