فجَّر مسلحون سيارة ملغمة عند مدخل "دائرة إعادة اللاجئين"

فجَّر مسلحون سيارة ملغمة عند مدخل "دائرة إعادة اللاجئين" الأفغان؛ وهي هيئة حكومية في مدينة جلال آباد شرق أفغانستان، حيث سقط عدد من القتلى وأصيب عدد من المدنيين بجراح، فيما هاجم المسلحون الدائرة واحتجزوا من كان فيها رهائن لديهم.

وقال عطاء الله خوخياني الناطق باسم حاكم جلال آباد "إن المسلحين هاجموا مبنى "دائرة اللاجئين" وقت عقد جلسة بين "مديرية إعادة اللاجئين" ومسؤولي المنظمات غير الحكومية في الولاية، لترتيب إعادة المهجرين وتقديم خدمات لهم، لكن المجتمعين تمكنوا من مغادرة المبنى بسلام، دون أن يحتجزهم المسلحون الذين لم تعرف هويتهم بعد.

وكان تنظيم "داعش - ولاية خراسان" قام بعدد من العمليات في منطقة جلال آباد خلال الأشهر الماضية، فيما تقوم القوات الأفغانية والأميركية بقصف مواقع للتنظيم في مديريات ولاية ننجرهار قرب جلال آباد. وأفاد شهود عيان بأنه سمع إطلاق للنار في محيط دائرة المهجرين قبل أن يترجل 3 مسلحين من سيارة ويفجروها عند مدخل البناية، ومن ثم اقتحم مسلحان منهم المبنى وقاموا باحتجاز المدنيين الموجودين في المنطقة.

وجرح جراء إطلاق النار أكثر من 10 أشخاص تم نقلهم إلى المشافي في مدينة جلال آباد. وتزامن الهجوم على مديرية اللاجئين في جلال آباد مع تفجير عبوة ناسفة في حافلة كانت متجهة من مدينة هرات غرب أفغانستان إلى العاصمة الأفغانية تقل عشرات المدنيين.

وارتفعت حصيلة الهجوم الذي شنه مسلحون أمس على مبنى حكومي في جلال آباد بشرق أفغانستان إلى 15 قتيلا على الأقل، وفق ما أفاد مسؤولون، وقال عطالله خوجياني المتحدث باسم حاكم ولاية ننغرهار إن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة 15 شخصا آخرين.

ووفقًا للناطق باسم حاكم ولاية فراه غرب أفغانستان ناصر مهري، فإن التفجير وقع في الحافلة في مديرية بالا بلوك وإنه ناتج عن عبوة شديدة، مما أدى إلى مقتل 11 شخصا، حسب إحصاءات المشافي في غرب أفغانستان، وجرح بقية الركاب الذين يصل عددهم إلى نحو 40 شخصا.

وتنشط حركة طالبان في ولايات فراه ونيمروز وهرات غرب أفغانستان، إلا إن الحركة لم تعلن بعد عن صلتها بالحادث، غير أن الناطق باسم حاكم ولاية فراه ناصر مهري وصف العبوة الناسفة بأنها من الألغام التي يستخدمها مقاتلو طالبان، مضيفا أن طالبان كانت تستهدف قوات الأمن، إلا أن الحافلة كانت تقل مدنيين متوجهين للعاصمة كابل عبر طريق هرات - قندهار - كابل الدولية، ووقع الانفجار في الرابعة والنصف فجرا حسب التوقيت المحلي.

وقالت لجنة الأمم المتحدة لمتابعة الوضع الأفغاني "إن الأشهر الستة الماضية من السنة الحالية كانت الأكثر دموية منذ عام 2009، حيث وصل عدد القتلى المدنيين في أفغانستان إلى 1692 شخصا، وتتهم الأمم المتحدة الجماعات المسلحة المناوئة للحكومة الأفغانية بالمسؤولية عن قتل أكبر عدد من المدنيين في أفغانستان، بينما نفت طالبان في بيان لها على موقعها ما ادعته بعثة الأمم المتحدة عن مسؤولية الحركة عن أكثر من 60 في المائة من القتلى المدنيين في أفغانستان، واتهمت الحركة المنظمة الدولية بأنها تابعة للقوات الأميركية ولم تقم بتحقيق دقيق حول القتلى المدنيين والمسؤولية عن التسبب في قتلهم.

وبلإضافة إلى ذلك، ادعت "وكالة التفتيش الأميركية" في أفغانستان أن مقاتلي طالبان فقدوا السيطرة على 3 مديريات في أفغانستان؛ الأمر الذي يحدث لأول مرة منذ عام 2016.

وجاء في بيان لـ"وكالة التفتيش" التي أنشاها الكونغرس الأميركي أن مقاتلي طالبان يسيطرون على 56 مديرية من أصل 400 مديرية في أفغانستان، ويتعارض ما نشرته "وكالة التفتيش الدولية" مع ما نشرته القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان والحكومة الأفغانية؛ حيث تقول هذه الجهات إن قوات طالبان تسيطر على ما نسبته 44 في المائة من الأراضي الأفغانية، بينما تقول حركة طالبان إن مقاتليها يسيطرون فعليا على أكثر من 65 في المائة من أراضي أفغانستان ويتجنبون السيطرة على المدن الرئيسية في الولايات خشية وقوعها تحت القصف الجوي الأميركية.