وزارة الدفاع الجزائرية

أعلنت مصادر جزائرية مأذونة بأن وزارة الدفاع أرسلت تعزيزات عسكرية إلى جنوب محافظة تمنراست (2000 كلم جنوب العاصمة)، تزامنًا مع مقتل مسلحَين وتسليم القيادي في المجموعات الإرهابية أبو صعب نفسه للجيش أثناء زيارة رئيس أركان الجيش، نائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح، الذي صرح بأن "الجيش بات يتحكم في مقاليد القوة العسكرية".

وأعلنت وزارة الدفاع أن الإرهابي المدعو لادمي محمد، الملقب بـ "أبو صعب"، سلّم نفسه للسلطات العسكرية في ولاية تمنراست، وكان بحوزته مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة".

وتُعتبر تمنراست أكبر محافظة جزائرية من حيث المساحة وتملك حدوداً شاسعة مع دولتي مالي والنيجر، ولم تشهد لسنوات طويلة أي عمليات عسكرية ضخمة على الرغم من أنها احتضنت في وقت سابق أهم فصيل لتنظيم "القاعدة" في الصحراء الجزائرية، قبل انتقال نشاطه تدريجياً إلى شمال مالي ومقتل أبرز قادته على يد القوات الفرنسية بين عامي 2012 و2017.

وقالت وزارة الدفاع إن قوة عسكرية قتلت مساء الخميس الماضي، إرهابيَين في تمنراست بالناحية العسكرية السادسة، إثر عملية نوعية في المنطقة وتمكنت من حجز بندقيتين رشاشتين من نوع FMPK وكمية معتبرة من الذخيرة ومركبة رباعية الدفع. وأضاف البيان أن هذه العملية تؤكد مدى اليقظة والاستعداد الدائمين عبر كافة ربوع الوطن لمواجهة كل محاولات المساس بأمن واستقرار البلاد.

ويُعتقد أن عمليات الجيش في تلك المحافظة الصحراوية الشاسعة، سرّعت زيارة الفريق أحمد قايد صالح، التي تفقد خلالها قطاعات ووحدات الناحية العسكرية السادسة في تمنراست. ونُقلت عن رئيس أركان الجيش تحيته الجهود الحثيثة المبذولة ليلاً ونهاراً من جانب وحدات الناحية، بكيفية وقاية بلادنا من كل الشرور والمضار أمنياً واجتماعياً واقتصادياً، وحماية أرضنا وشعبنا من أي مصدر من مصادر التهديد المختلفة الأوجه والمتعددة الأبعاد. وذكّر الفريق بالخطوات الموفقة المتخذة من جانب الجيش الوطني الشعبي على كل الأصعدة، والتي مكّنت من التحكم الجيد والفعّال في مقاليد القوة العسكرية ومتطلبات تطويرها المستمر وترسيخ أسس نجاعتها العملياتية.

ولم يعد للقيادة العسكرية الموحدة بين 4 جيوش ومقرها تمنراست، نشاط واضح في محاربة الإرهاب على الشريط الحدودي، ونقلت مصادر مأذونة أن قائد الجيش طالب باستلام المهام التي أوكلت في السابق إلى تلك القيادة إلى حين استعادتها نشاطها بالكامل. وشكلّت كل من الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر قيادة عسكرية موحدة عملها استخباراتي بالدرجة الأولى، بيد أن انتقال موريتانيا للتنسيق العسكري ضمن لجنة مغايرة تضم بعض دول الساحل، جمّد نشاط القيادة التي مقرها تمنراست. وتوزّع الجزائر وحدات عسكرية ثابتة في كل من تينزاوتين وتيمياوين، وهما أبرز بلدتين حدوديتين مع مالي.

ومنذ مقتل عبد الحميد أبو زيد في شمال مالي وهو أحد أبرز قادة "القاعدة" في الصحراء، لم يعد لهذا التنظيم نشاط بارز، إضافة إلى تواري مختار بلمختار قائد مجموعة "المرابطون" في الداخل الليبي منذ تنفيذه الهجوم الشهير على قاعدة "تيقنتورين" للغاز في "عين أمناس" في كانون الثاني/يناير 2013.