الباحث الفلسطيني فادي البطش

استقبلت حركة حماس جثمان الباحث الفلسطيني فادي البطش، الذي قتله مجهولون في العاصمة الماليزية كوالالمبور، السبت الماضي، بمراسم عسكرية.

وقال خليل الحية عضو المكتب السياسي للحركة، أثناء استقبال الجثمان في غزة: "إن فاتورة الحساب مع الاحتلال كبرت"، وحمل الحية إسرائيل مسؤولية اغتيال البطش، مضيفاً: "يوم العقاب قادم لا محالة".

وخاطب الحية البطش الذي وصل جثمانه برفقة زوجته و3 من أبنائه، قائلًا "ذهبتَ قبل 10 أعوام وعدتَ اليوم مكللاً، محمولاً على أعناق الرجال، كراراً ولست فاراً"، وتابع الحية "سنمضي في مشروع تحرير فلسطين، ولن يوقفنا أحد".

وتمكنت عائلة البطش من نقل جثمان ابنها إلى غزة أمس، بعد تدخل السفارة الفلسطينية في ماليزيا، وتسهيلات قدمتها مصر بهذا الخصوص، رافضة طلبًا من إسرائيل بعدم السماح بنقل الجثمان إلى غزة.

ونقل البطش من كوالالمبور إلى مصر، ثم إلى معبر رفح البري، ثم إلى غزة، وأقيمت للبطش جنازة في كوالالمبور يوم الأربعاء، حيث حمل على الأكتاف، وصُلي عليه وسط حزن عائلته ورفاقه ومسؤولين من "حماس".

وشوهد جثمان البطش ملفوفاً بعلم فلسطين وعلم "حماس" في العاصمة الماليزية، التي تقول إسرائيل إنها أصبحت إحدى ساحات الحركة.

وقتل مجهولون على دراجة نارية البطش فجر السبت الماضي، بعدة طلقات، ولاذوا بالفرار، من دون أن تتمكن السلطات الماليزية من اعتقالهم. وكان البطش، وهو باحث متفوق، يعيش في ماليزيا منذ نحو 10 أعوام، عندما أرسلته "حماس" من أجل تلقي العلوم.

واتهمت فصائل فلسطينية وعائلته إسرائيل باغتياله، ضمن مسلسل استهداف العقول؛ لكن إسرائيل نفت، فيما ركزت وسائل إعلام إسرائيلية على أنه خبير طائرات مسيرة.

من جهة أخرى، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية "إن اغتيال المهندس الفلسطيني فادي البطش، كان جزءاً من حملة أوسع لجهاز الموساد، ضد جهود حركة حماس لإرسال خبراء من أجل الحصول على تدريبات تقنية، وشراء أسلحة في الخارج".

ويستند التقرير إلى كثير من مسؤولي الاستخبارات في الشرق الأوسط، الذين قالوا إن عملية "الموساد" واسعة النطاق ضد جهود "حماس" في الخارج، جاءت بأوامر من رئيس الوكالة، يوسي كوهين.

وقال الخبراء "إن البطش نفسه، وهو خبير في الطائرات المسيرة، وابن شقيق قائد الشرطة في غزة تيسير البطش، سافر إلى ماليزيا لإجراء "أبحاث واقتناء أنظمة أسلحة، وطائرات مسيرة لـ(حماس)".

وتتبع إسرائيل، منذ عهد بعيد، سياسة لا تعلق فيها على تقارير حول عمليات الموساد؛ لكن - بحسب "نيويورك تايمز" - فإن توقيت عملية الاغتيال لم يكن وليد الصدفة. العملية نُفذت في اليوم الذي كان من المقرر أن يسافر فيه البطش إلى إسطنبول، ظاهرياً للمشاركة في مؤتمر أكاديمي؛ لكن مسؤولاً استخباراتياً قال للصحيفة إن البطش كان من المفترض أن يلتقي بمسؤول من حركة حماس في المدينة، التي تُعتبر بحسب التقرير، بمثابة مركز الحركة لبرامج تدريباتها الدولية، ولم تعتقل الشرطة الماليزية أي مشتبه به، وقالت إن الشخصين اللذين يعتقد أنهما قتلا البطش، لا يزالان في البلاد، ونشرت صوراً جديدة لهما.

وقال المفتش العام للشرطة محمد فوزي هارون، للصحافيين "إنه جرى العثور على دراجة نارية من طراز "كاواساكي" متروكة قرب بحيرة، على بعد تسع دقائق تقريباً من مسرح الحادث".

وأضاف محمد فوزي "إن السلطات تعتقد أن المشتبه بهما دخلا ماليزيا في أواخر يناير (كانون الثاني)؛ لكنها لا تعرف جنسيتهما أو من أين أتيا".

وأضاف "نعتقد بأن المشتبه بهما لا يزالان في البلاد... لم نحدد هويتهما بعد؛ لكننا نشتبه بأنهما استخدما هوية مزورة، إما لدى دخولهما البلاد وإما خلال وجودهما هنا".

وكانت السلطات قد أصدرت صوراً سابقة رسمها الكومبيوتر للمشتبه بهما، اللذين وصفهما شاهد بأنهما قويا البنية وبشرتاهما فاتحتان، وربما من منطقة الشرق الأوسط أو أوروبا.

وتظهر صورة جديدة لأحد المشتبه بهما، رجلاً فاتح البشرة، كث الشعر، ذا لحية صغيرة مشذبة. وكان أحمد زاهد حميدي، نائب رئيس الوزراء الماليزي، قد قال يوم السبت، من المعتقد أن يكون المشتبه بهما في الحادث أوروبيين على صلة بجهاز مخابرات أجنبي.