مؤتمر "سيدر" الاقتصادي للتنمية

أثارت نتائج مؤتمر "سيدر" الاقتصادي للتنمية من خلال الإصلاحات ومع الشركات، الذي عُقد في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني، وحجم التمويل الذي حصل عليه لبنان أول أمس الجمعة، ارتياحًا في الأوساط السياسية والرسمية اللبنانية، حيث فاق حجم المبالغ التي قررتها الدول المانحة والمؤسسات التمويلية الدولية والعربية بما يفوق 11 مليار دولار لمدة 5 سنوات -بينها 860 مليون دولار هبات، التوقعات.

وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية امس السبت، أنها ستقدم 200 مليون دولار دعمًا إلى الجيش اللبناني والقوى الأمنية، ونقلت وكالة "فرانس برس" عن بيان إلى الوزارة أن دعم الإمارات يأتي استمرارًا إلى الجهود التي تبذلها في سبيل استقرار وازدهار لبنان وشعبه، موضحًا أن الدعم سيكون "مناصفة" بين الجهتين، بحيث يحصل الجيش اللبناني على 100 مليون دولار وتحصل قوى الأمن على 100 مليون دولار.
 
وأكدت الوزارة أن مناعة وقوة المؤسستين العسكرية والأمنية في لبنان أولوية لدولة الإمارات في هذه الظروف الدقيقة، لما لذلك من دور في تعميق استقرار لبنان واستعادة دوره في محيطه الإقليمي.

وأعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن ارتياحه إلى نتائج "سيدر" وذلك وفقا إلى ما نقله زوار الرئيس عون إلى "الحياة" الإخبارية، وأضافوا أن عون اعتبر أن ما تحقق خطوة مهمة جدًا يجب استكمالها بالإصلاحات التي تعزز الثقة.

وأوضح زوار عون أنه شدد على أن "موضوع مكافحة الفساد الذي بدأه في أول عهده سيستمر فيه بزخم أكبر بعد تشكيل الحكومة الجديدة، إثر الانتخابات النيابية المقررة في 6 أيار /مايو المقبل، وأنه متفاهم مع رئيس الحكومة سعد الحريري في هذا الصدد".

وقال رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ "الحياة" مساء أمس "باستضافة فرنسا مؤتمر سيدر ووجود الدول التي حضرته، فإن ما يسمى الحضن العالمي للبنان قد تأمن، ويبقى على اللبنانيين التنفيذ، فالعبرة بالتنفيذ"، وأضاف "الكلام الذي قاله الرئيس الحريري أول من أمس عن أهمية تعاوننا جميعاً ودور التوافق السياسي في التوصل إلى المشروع الذي وُضِع أمام المؤتمر، هو الذي يؤدي إلى النتائج المطلوبة، وأنا أشد على يده في هذا المجال".

وقال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في حديث الى "الحياة" في باريس "إن نجاح المؤتمر تبعًا إلى برنامج استثمار قدمه لبنان فيه أكثر من مئتي مشروع أكد صوابيتها البنك الدولي، لا يعني فقط أن لبنان باتت لديه إمكانية لتطوير بنيته التحتية واقتصاده، بل يظهر أيضًا حرص المجتمع الدولي على دعم لبنان اقتصاديًا وماليًا".

ونقل سلامة عن صندوق النقد الدولي تأكيده في التقرير الذي قدمه إلى المجتمعين في باريس، أن "الإصلاحات التي قدمها اللبنانيون وهي خفض العجز ٥ في المائة عن الناتج المحلي خلال خمس سنوات، إضافة إلى تنفيذ المشروع الاستثماري الذي قدمه لبنان، ستجعل منه بلداً أقوى من حيث ماليته واقتصاده، وتبعده عن الانهيار وأخطاره"، فيما ربط معظم التعليقات تنفيذ التعهدات باستثمار هذا الدعم الاستثنائي، بجدية الحكومة اللبنانية في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة إلى ترشيد الاقتصاد ومالية الدولة، خصوصًا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كرر عبارة الإصلاحات 4 مرات خلال كلمته الختامية، فإن الحريري ذهب في إظهار جدية التزامها في كلمته عند افتتاح مؤتمر الطاقة الاغترابية في العاصمة الفرنسية أمس، إلى حد القول: "إذا لم أقم بالإصلاح لا تصوتوا لي، وأنا جدي في هذا الكلام".

وخاطب الحريري المغتربين قائلًا "أنتم يمكنكم أن تجبرونا على الإصلاحات... عليكم أن تشترطوا وتقولوا لنا إذا أردتم أصواتنا عليكم القيام بالإصلاحات أولاً، وإلا لن نمنحكم أصواتنا... الأهم بالنسبة إليّ هو الإصلاح ثم الإصلاح ثم الإصلاح وهذا يتطلب منا قرارات جريئة".