الجولة السادسة من محادثات أستانا

تنطلق جلسة جديدة من محادثات أستانا بجولتها السادسة، اليوم الخميس، في العاصمة الكازاخية والمتوقع لها أن تسفر عن اتفاق لتخفيف التصعيد في محافظة إدلب التي تسيطر عليها جبهة النصرة الإرهابية، على أن تكون الأخيرة مستثناة منه. ووصل وفد الجمهورية العربية السورية إلى المحادثات برئاسة المندوب الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، فجر أمس الأربعاء إلى أستانا وأجرى اجتماعين منفصلين الأول مع وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمنوف، والثاني مع وفد روسيا الاتحادية برئاسة ألكساندر لافرنتيف حيث بحث مع الأخير التحضيرات للاجتماعات التي تنطلق اليوم.

ومن المقرر أن تجري اليوم الخميس 14 أيلول/ سبتمبر الاجتماعات بشكل لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف بين الوفود المشاركة ودول الترويكا الثلاث الضامنة لمسار أستانا: روسيا وتركيا وإيران، على أن يتبعها غداً جلسة عامة علنية شاملة قبل اختتام الاجتماعات. وبدأت أمس اجتماعات مجموعة العمل للترويكا الضامنة لوقف الأعمال القتالية في سورية، وذكرت مصادر مطلعة أن الاجتماعات تجري على مستوى الخبراء، في حين أوضحت وكالة "الأناضول" التركية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية تركية، أن مستشار وزارة الخارجية التركية سداد أونال ترأس الوفد التركي، في الاجتماع الذي انعقد بفندق ماريوت في أستانا، على حين ترأس لافرنتيف الوفد الروسي، والوفد الإيراني مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري.

و توقعت مصادر دبلوماسية روسية أن يصدر عن الجولة القادمة عدد من القرارات المهمة، في مقدمتها "اتفاق حول إقامة منطقة لتخفيف التصعيد في ريف إدلب وتنسيق قوام القوات الدولية التي تتولى الرقابة على وقف إطلاق النار، إضافة إلى تبني حزمة وثائق حول أنشطة القوات المعنية بالإشراف على الهدنة، وتشكيل مركز تنسيق مشترك، وفريق عمل معني بالإفراج عن المحتجزين والأسرى والبحث عن المفقودين"، كما توقع "أن تصدر الأطراف بياناً مشتركاً بشأن إزالة الألغام في المواقع الأثرية في سورية".

وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف توقع أن تحقق هذه الجولة نجاحاً، وقال في تصريحات صحفية عقب محادثاته مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، في سوتشي أمس: "لفتنا، ولأسباب واضحة، اهتماما خاصا بسورية، وأكدنا جميع الاتفاقات، التي تعتبر أساسا لعملية أستانا وإقامة مناطق تخفيف التوتر".

وأشار إلى أن الوفود من روسيا وإيران وتركيا، وبحضور المراقبين من الولايات المتحدة والأردن والأمم المتحدة، ستبحث في أستانا خلال الجولة "إنجاز العمل على إنشاء منطقة تخفيف التوتر في محافظة إدلب السورية"، وأضاف: "نتوقع نجاحاً من هذا الاجتماع". وكان ظريف أكد للصحافيين عند وصوله إلى سوتشي أمس، أن "هناك تعاونا جيداً بين إيران وروسيا في سورية، بخاصة فيما يتعلق بإيصال المساعدات"، موضحاً أن هذا "التعاون بين طهران وموسكو وأنقرة يمكن أن يُـحدث فارقا في طريق الحل السياسي بسورية".

و يتزعم وفد المعارضة رئيس أركان ميليشيا "الجيش الحر" أحمد بري، ويضم في عضويته الرائد  ياسر عبدالرحيم متحدثاً باسم الوفد، الذي أطلق تصريحات اعتبرها مراقبون "حالمة وغير واقعية" قبل التوجه إلى أستانا، وقال في فيديو مسجل : "لن نلقي السلاح"، مشدداً على أن تركيا "ضامن حقيقي لوفده". وفي الأثناء أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، عن إمكانية لتحقيق تقدم محتمل في الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية بشأن سورية.