الشرطة السودانية

هاجم متطرف مصلّين داخل أحد مساجد مدينة كسلا السودانية، 480 كيلومترًا شرق العاصمة الخرطوم، فقتل 3 منهم وأصاب 5 آخرين، ليُقتل بدوره على أيدي مصلين رميًا بالحجارة. وقال مدير شرطة ولاية كسلا اللواء يحيى الهادي أن الحادث وقع عقب صلاة العشاء أول من أمس، بمسجد في حي مكرام في كسلا المتاخمة للحدود الأريترية. وأوضح الهادي أن تكفيريًا متطرفًا طلب من إمام المسجد الحديث بعد صلاة العشاء، قبل أن يدخل في مشادة معه ويستل سكينًا هاجم بها الإمام والمصلين، بعدما منعه الإمام من مخاطبة المصلين عبر مكبّر للصوت.

وأكد الهادي سقوط 3 قتلى وقتل المهاجم على يد مصلين تدخلوا لوقف هجومه عليهم، فضلًا عن سقوط 5 جرحى نُقلوا إلى المستشفى وحالتهم مستقرة. وأضاف أن الأجهزة الأمنية اتخذت الإجراءات اللازمة والتحريات جارية لكشف المزيد من ملابسات الحادث، الذي عدّه "عارضًا وغريبًا على الولاية". وسبق أن قام متشدد في 4 شباط/فبراير 1994 باستهداف مسجد في أم درمان ثاني مدن العاصمة الخرطوم، ما أسفر عن سقوط 51 شخصاً بين قتيل وجريح. وكان متشدد أطلق في 9 كانون الأول/ديسمبر 2000 على مصلين بمسجد بضاحية الجرافة شمالي أم درمان، ما أدى إلى سقوط 20 قتيلاً.

وقالت سفيرة فرنسا لدى الخرطوم، ايمانويل بلاتمان، إن شطب اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب يتطلب تعاون الخرطوم مع واشنطن. وأكدت أن بلادها ستقف مع السودان في هذا الملف، وأنها تدعم كل الجهود الاقليمية والدولية لتحقيق السلام في السودان. وقالت بلاتمان إنه يجب على السودان التعاون مع واشنطن حول قائمة الإرهاب باعتبار أنها قائمة أميركية، داعيةً إلى التوصل إلى حل لكل القضايا بين البلدين. وأضافت: "بالتأكيد بعد رفع الحظر الاقتصادي عن الخرطوم، سيكون من الجيد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ما يتطلب بعض الإجراءات والخطوات التي تعتمد على التعاون بين البلدين".

وينتظر أن تبدأ الخرطوم وواشنطن حوارًا ثنائيًا لبحث شطب السودان من "القائمة السوداء"، بعد أن أفضت محادثات طويلة انتهت العام الماضي، إلى إنهاء العقوبات الأحادية التي كانت تفرضها الولايات المتحدة على السودان لنحو 20 سنة.

في سياق آخر، أبلغ وزير الخارجية السوداني، ابراهيم غندور مسؤولًا أميركيًا عزم بلاده على مواصلة التفاوض والحوار البنّاء والعمل من أجل تقريب وجهات النظر بين إثيوبيا ومصر حول سد النهضة الإثيوبي. وبدأ وفد أميركي برئاسة مساعد وزير الخارجية بالإنابة لشرق أفريقيا، إيريك ستروماير، زيارة للخرطوم التقى خلالها مسؤولين للتعرف الى الموقف السوداني من قضية سد النهضة، ضمن جولة تشمل مصر وإثيوبيا أيضاً، بهدف تقديم المساعدات اللازمة المؤدية إلى خلق أرضية مشتركة وحلول ترضي كل الأطراف.

وأكد غندور عزم بلاده على مواصلة التفاوض والحوار البنّاء والعمل لتقريب وجهات النظر بين إثيوبيا ومصر، توطئةً للوصول إلى نتائج إيجابية ومرضية لكل الأطراف. وأشار الوزير إلى أهمية الاجتماع الثلاثي الذي يضم وزراء الخارجية والمياه ومديري الاستخبارات بالدول الثلاث، المقرر عقده يومي 4 و5 نيسان (أبريل) المقبل في الخرطوم.
 
وأكد الوفد الأميركي أهمية مواصلة الحوار الموضوعي والشفاف، من أجل تحقيق تقدم إيجابي في قضية سد النهضة. وفي غضون ذلك، تجددت المواجهات بين طرفي الصراع في جنوب السودان في مناطق كايا وواط في ولايات جونقلي وبحر الغزال، ما أوقع مئات الضحايا من الطرفين.

وقال الناطق الرسمي باسم قوات المعارضة المسلحة الجنرال وليم جاركوث، إن الجيش الحكومي هاجم مواقع المتمردين فى كايا وواط وأويل ووراب وواو، مؤكداً أنهم تمكنوا من صد الجيش وتكبيده خسار فادحة في الأرواح والعتاد.