المستشارة أنجيلا ميركل

بدأ نحو 463 ألف عضو في الحزب "الاشتراكي الديمقراطي" الألماني، الثلاثاء، التصويت في اقتراع داخلي، على قبول انضمام الحزب إلى حكومة تحالف كبير مع الائتلاف المسيحي الذي تقوده المستشارة أنجيلا ميركل، أو رفض المشاركة واختيار الجلوس على مقاعد المعارضة في البرلمان الفيدرالي (البوندستاغ) خلال السنوات الأربع المقبلة.

وليست نتيجة الاقتراع الذي سيحصل عبر رسائل سيبعثها الأعضاء إلى اللجنة الانتخابية للحزب واضحة، ولن تُعرف قبل انتهاء مهلة التصويت في الثاني من آذار(مارس) المقبل. ويعود ذلك إلى نجاح معارضي المشاركة في الحكومة، وعلى رأسهم المنظمة الشبابية للحزب، في إقناع عدد متزايد من الأعضاء بوجهة نظرهم، بينما كان الحزب قد شهد خلال الأسبوعين الماضيين لقاءات جماهيرية لأعضائه في مختلف الولايات، حيث طرح ممثلو الفريقين المختلفين وجهات نظرهم.

وشدّد مؤيدي المشاركة في الحكومة على المسؤولية الكبيرة التي يتحملها الحزب تجاه ألمانيا وأوروبا، وأكدوا أن اتفاق البرنامج الحكومي الذي أبرم مع المسيحيين يحمل بصمات الاشتراكيين أكثر من أي وقت، كما أن الرفض يعني إجراء انتخابات جديدة لن تتغير نتيجتها كثيرًا، في حين جادل الرافضون بأن مشاركة المسيحيين في الحكم انعكست سلبًا دائمًا على شعبية الحزب الاشتراكي، في وقت استفاد المسيحيون وحدهم من ثمار النجاح.

وجالت الرئيسة المعينة للحزب أندريا نالس على منظمات حزبها، وحضّتهم على المشاركة إيجابًا في التصويت. أما رئيس المنظمة الشبابية كيفن كونرت، فأعتبر أن الجلوس في صفوف المعارضة "يجدد دينامية الحزب وطاقاته، ومن يخشى ذلك غير جدير بتحمل المسؤولية".

وأفاد إحصاء نشر الإثنين بأن تأييد الألمان للاشتراكيين في انحدار مستمر وصولًا إلى نسبة 15.5 في المئة، فيما ارتفعت نسبة التأييد لـ "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف من 15 إلى 16 في المئة. في حين يعتقد مراقبون بأن تراجع الاشتراكيين المستمر في الاستفتاءات قد يدفع بمترددين كثيرين من أعضاء الحزب إلى التصويت بـ "نعم" للمشاركة في الحكم، خشية تعمق الخلافات الداخلية فيه على أبواب انتخابات جديدة.