الجزائر - الجزائر اليوم
أكّد البروفيسور مصطفى يعقوبي رئيس مصلحة جراحة العظام بمستشفى بن عكنون، في تصريح للشروق، أنّ حوادث الدرّاجات النارية في ارتفاع مستمر خلال السنوات العشر الأخيرة، وذلك بسبب كثرة استعمالها من قبل الشباب وبيعها الحر وعدم احترام قوانين المرور، مشيرا إلى أنّ الدراجة النارية أكثر خطورة من السيارة لأنّ صاحبها معرض لخطر السقوط وصدمه من قبل السيارات، بسبب عدم احترام اللباس الخاص بالدراجة النارية من خودة وقفازات وكذا أقمصة خاصة يتم ارتداؤها ليلا كي يظهر جليا. وأضاف المختص أنّ أصحاب الدرّاجات
النارية يزيدون كثيرا في السرعة والمناورات الخطيرة والاستهتار والمغامرة بحياتهم وحياة من يتقاسمون الطريق معهم، وهو ما يعرضهم لأخطار قاتلة أو عاهات مستديمة، كان بالإمكان تفاديها. وأضاف المختص أنّ الصدمات كبيرة وخطيرة جدا قد تمس بالرأس في حال عدم ارتداء الخوذة وقد تتسبب الصدمة في شلل كامل للجسم أو شلل في النخاع الشوكي أو شلل الأطراف السفلية، أو تمدد في الأوعية ينتج عنه شلل في الأطراف العلوية أو حتى نزيف دموي على مستوى بعض المناطق في الجسم، بالإضافة إلى بعض الكسور الأقل خطورة. وتعتبر
حوادث الدرّاجات النارية، برأي المختص، عبئأ مهنيا اجتماعيا يجب التكفل به وعادة تتطلب عديد التدخلات الطبية والجراحية، كما أنّ هؤلاء الضحايا هم في الغالب معاقون حركيا يحتاجون إلى تأهيل حركي وإعادة إدماج اجتماعي، خاصة وأنّهم شباب في مقتبل العمر سيقضون بقية حياتهم على كرسي متحرك، ما يجعلهم حملا ثقيلا على أهلهم ومحيطهم. الحل هو الوقاية واحترام قوانين المرور وكذا تأهيل الدراجة النارية حيث نلاحظ أنه في كثير من الأحيان تفتقد هذه الأخيرة إلى الأضواء ومقاييس السلامة المرورية وكذا الوثائق المطلوبة قانونا مثل
البطاقة الرمادية ولوحة الترقيم الخاصة بها للاستناد إليها في حال لا قدر الله تعرض صاحبها إلى حادث مرور. ودعا المختص الجهات المسؤولة إلى تطبيق القانون على كل من يخرقه ومن لا يرتدي خوذته أو لا تطابق درّاجته المواصفات، كما دعا المواطنين إلى ممارسة الحق في التبليغ عن القيادة الجنونية أو المتهورة التي يشاهدونها في الطريق. وأردف يعقوبي قائلا إن “المسؤولية مشتركة بين الجميع من أولياء ومدرسة ومصالح أمن ووسائل إعلام، لا يوجد تحسيس كاف بالمخاطر القاتلة للدرّاجة النارية”. وانتقد يعقوبي بأسف شديد ما يقوم به بعض
الشباب من مواعدات ومنافسات بينهم على الطرقات السريعة وهذا خطر حقيقي يجب الالتفات إليه والتوعية بآثاره الوخيمة على الصّحة والمجتمع. وعادة ما تكون الفئة المتراوح سنها بين 18- 25 عاما من أكثر الفئآت عرضة للحوادث، مبديا استغرابه وتأسفه مما يصرح به بعض ضحايا الدرّاجات النارية من أصحاب السوابق الذين يؤكدون عودتهم للدراجة بعد تعافيهم وهو ما يوحي بغياب الوعي بخطورة الأمر. ونصح المختص الشباب بأن الدرّاجة النارية هي وسيلة نقل يجب استعمالها بانضباط وبقوانين موجودة يكفي فقط احترامها، حتى في مواكب
الزفاف، مشيرا إلى زحف الظاهرة على البنات والجنس اللطيف. وتساءل المختص: لماذا يترك هؤلاء الشباب وهم يمرون على حواجز الشرطة دون أدنى وقاية أو حماية ولماذا نتركهم يضيعون في مغامرات ولحظات وعي غائب؟
قد يهمك ايضاً