احتفالات رأس العام في بغداد

تعرّض أكثر من 250 مواطناً بغدادياً لإصابات متفاوتة الخطورة خلال احتفالات رأس العام الليلة قبل الماضية، رجّح المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور سيف البدر ارتفاع عدد الإصابات، وقال : "هذا العدد يتعلق ببغداد فقط، وسنصدر في وقت لاحق بياناً يتعلق بمجموع الإصابات في عموم العراق، ضمنها الإصابات في إقليم كردستان".

ولفت البدر إلى أن "90 في المائة من الإصابات نتجت عن الألعاب النارية، والبقية عن الإطلاقات النارية بالأسلحة الحية، وأغلب الضحايا من الشباب المراهقين والأطفال"، وأشار إلى أن الإصابات تراوحت بين "الحروق الشديدة وإصابات في العين وبتر الأصابع". وكشف أن وزارة الصحة "اضطرت إلى الاستعانة بالكوادر غير المتخصصة بالطوارئ، وقمنا بطلب المساعدة من ممرضات النسائية والتوليد لعلاج الإصابات الكثيرة"، ويعتقد البدر أن "الإجراءات المتخذة من قبل السلطات العراقية غير جادة في وضع حد للخسائر الكارثية التي تتسبب بها الألعاب والإطلاقات النارية في كل مناسبة"، وبرأيه فإن المطلوب هو "عملية تنسيق بين الجهات الأمنية والمنافذ الحدودية ووزارة التجارة لمنع استيراد ودخول الألعاب النارية الخطرة إلى البلاد".

واختارت "الشرق الأوسط" أن تكون وسط المحتفلين في بغداد، ورصدت شباباً يرقصون ومجمعات تسوق مزدحمة مثل "مول بغداد" في منطقة الحارثية و"مول المنصور" في حي المنصور الراقي الذي أغلقت مداخله، هذا في جانب الكرخ، أما في جانب الرصافة شرق العاصمة فقد تركزت الاحتفالات في حي الكرادة، وهو أحد أكثر الأحياء التجارية في العاصمة، فضلاً عن شارع الربيعي في منطقة زيونة.

عضو البرلمان العراقي عن التيار المدني الديمقراطي شروق العبايجي وصفت في تصريح، هذه الاحتفالات العفوية، بأنها "تعبير عن حب الحياة لدى العراقيين، ورغبة جامحة بالتغيير والفرح، وهو ما يعطي مؤشراً واضحاً على حيوية الشعب العراقي". 

أما عضو البرلمان عن محافظة نينوى أحمد الجبوري فوصف مظاهر الفرح في الموصل بأنها "تجسيد لرغبة الناس بالعيش مسالمين يتطلعون لحياة أفضل دون الالتفات إلى الخلافات التي خلقتها الطبقة السياسية والأجندات الخارجية"، مبيناً أن "الناس احتفلوا من دون خوف أو وجل، وهم يتطلعون لعام جديد من دون (داعش)".

بدوره، قال محافظ الأنبار محمد الحلبوسي إن "احتفالات أهالي الأنبار مختلفة، ولها طعم خاص، ففي الوقت الذي احتفلت مدن العالم، وهي تعيش أوضاعاً مستقرة، فإن أهالي الرمادي احتفلوا بعد سنوات من الهجرة والنزوح، ولا تزال آثار الدمار تحيط بهم". الحلبوسي، الذي تسلم منصبه منذ شهور، وهو يحمل شهادة الماجستير في الهندسة، فضلاً عن أنه أصغر محافظ في العراق سناً، يضيف أن "أهالي الرمادي بعثوا رسالة إلى العالم بأننا شعب يحب الحياة، ولسنا حاضنة للإرهاب مثلما صورتنا الدعاية المضادة"، مشيراً إلى أن "هناك تماسكاً وتلاحماً بين المواطنين والأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، وهو ما يؤكد أننا غادرنا سنوات الظلام".

المواطن البغدادي كريم الساري الذي تعطلت سيارته وسط الجموع تزاحم حوله مجموعة من الشباب عارضين خدماتهم لإصلاحها، وقال: "لأول مرة أخرج للاحتفال مع عائلتي منذ سنوات".