الجزائر ـ الجزائر اليوم
أدانت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، إرهابيا تائبا بـ3 سنوات حبسا نافذا، عن تورطه في التواصل مع أجانب من سوريا والعراق وأيضا إرهابيين جزائريين يعيشون في المهجر ولهم علاقة بتنظيم داعش، حيث وجهت له تهم الإشادة بالجماعات الإرهابية واستخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال لنشر أفكارها ودعمها.
تعود وقائع ملف الحال إلى تاريخ 03ـ02ـ2019 بحي النجمة التابع لدائرة السانيا بولاية وهران، أين تم توقيف المدعو (ب. هـ) بناء على معلومات كانت قد وردت إلى أفراد المصلحة الجهوية للتحقيق القضائي بوهران، تفيد باشتباه تورط هذا الأخير في التواصل مع مناصرين لتنظيم داعش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستغلا في ذلك صفحته على الفايسبوك تحمل اسما مستعارا (أبو عمر جيجل) لنشر تسجيلات تشيد بالجماعات الإرهابية الموالية لهذا التنظيم، وعند تفتيش مسكنه، عثر على أقراص (فلاش ديسك) وهواتف نقالة وجدت على بطاقات الذاكرة الخاصة بها بعد فحصها صورا وفيديوهات تحريضية تظهر مختلف العمليات القتالية التي قام بها مجندون في داعش.
وكان المتهم (ب. هـ)، المكنى عبد الله، والذي يشير ملفه الأمني إلى كونه إرهابيا تائبا ومستفيدا من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في سنة 2006، قد اعترف خلال التحقيق بعلاقاته مع أشخاص متورطين في قضايا إرهاب، وتواصله عبر الفايسبوك بالعديد منهم، منهم ابن منطقته وصديق طفولته المدعو (س. إ)، والذي كان عنصر دعم للجماعات الإرهابية بولايته جيجل، قبل أن يهاجر في سنة 2013 إلى ألمانيا، أين كان يزوده بمعلومات عن مصير الإرهابيين الجيجليين، على غرار الإرهابي المقضي عليه المكنى (س)، وعلى نفس تلك المواقع كانا يتبادلان التعليقات بخصوص الأعمال الإرهابية، التي كان يشاهدها في فيديوهات عن كل ما كان يجري في سوريا والعراق.
وقد دفعه إعجابه بتلك المشاهد إلى تحميلها في أقراص وتخزينها تحت سرير غرفة نومه حتى يعيد مشاهدتها في أوقات فراغه، ومع المداومة عليها قرر فتح حساب شخصي له على تطبيق تليغرام باسم (محمد عمر) باللغة الفرنسية، سخره للتواصل مع سوريين وأيضا مع عدة قنوات لها علاقة بالتنظيم الإرهابي الناشط في سوريا، وكان يستقي منها معلومات حصرية عن جميع عملياته الإرهابية، قبل أن يتراجع عن أقواله تلك أمام قاضي التحقيق، ويصرح بأنه تخلى عن ماضيه الأسود بعد استفادته من قانون المصالحة الوطنية، وقد انتقل للعيش في مدينة وهران ليحيا حياة عادية ويندمج في المجتمع، وعن الهواتف التي ضبطت في منزله، قال أن اثنين فقط ملك له، فيما يعود أحدها لزوجته وآخر للمرأة التي استأجر منها البيت، وكذلك أنكر ملكيته لتلك الأقراص أو اتصاله بأي شخص له علاقة بالتنظيمات الإرهابية.
ونفس هذا الإنكار تمسك به في جلسة المحاكمة، أين تنصل من مسؤوليته في كل ما نشر من فيديوهات تحريضية على صفحته (محمد عمر)، معتبرا أنه غيّر اسم هذا الحساب، وكل ما يحتويه الحساب الذي يملكه مجرد أحاديث نبوية، كما فسر ما تم العثور عليه على قنوات تطبيق تليغرام الخاص به، من أخبار عن الدولة الإسلامية وأسد الخلافة، وغيرها بأن عمليات البث والعرض عليها تتم آليا وبشكل عشوائي.
قد يهمك ايضا:
“ابن القيّم” يؤسس قناتين بوهران لنشر الفكر الداعشي
مجلس قضاء وهران يُبرئ حامل "الرايات الوطنية" بعد اتهامه بحمل سلاح محظور