وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو

أكّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء أنه شهد أمام الكونغرس بأن  السعودية والإمارات تعملان على الحد من سقوط قتلى مدنيين في اليمن , الأمر الذي يجنب أي قيود على المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة إلى حليفتها السعودية , ومن دون الإدلاء بهذه الشهادة، كان القانون الأميركي سيفرض قيودًا على إعادة تزويد طائرات التحالف التي تنفذ ضربات جوية ضد جماعة "الحوثيين" بالوقود.

وأثار قرار بومبيو سخرية المنتقدين للحملة الجوية التي تقودها السعودية والتي ندد بها الحلفاء الغربيون طويلًا لما سببته من خسائر جسيمة في صفوف المدنيين ودفعت اليمن إلى حافة المجاعة , وسقط أكثر من عشرة آلاف قتيل في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام في اليمن والتي ينظر إليها على أنها حرب بالوكالة بين السعودية وإيران , وأضاف بومبيو في بيان أنه أبلغ الكونغرس  الثلاثاء أن "حكومتي السعودية والإمارات تتخذان خطوات ملموسة للحد من خطر الإضرار بالمدنيين والبنية التحتية المدنية جراء عملياتهما العسكرية".

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن هناك عوامل عدة تدعم قرار بومبيو منها قبول التحالف بقيادة السعودية باللوم والموافقة على تعويض ضحايا غارة جوية وقعت في التاسع من أغسطس / آب على حافلة وأدت إلى مقتل عشرات الأشخاص بينهم 40 طفلًا.

وتابع المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن التحالف تعهد أيضًا بمحاسبة المسؤولين عن الغارة الجوية في حين واصلت السعودية والإمارات دعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع , وطلب نواب أميركيون قلقون حيال الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن أن يدلي بومبيو بشهادته بحلول يوم الأربعاء بشأن ما إذا كان السعوديون والإماراتيون يتخذون إجراءات ملموسة للحد من سقوط قتلى مدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية , ومن دون الشهادة التي أدلى بها بومبيو كانت الطائرات الأميركية ستمنع من إعادة تزويد طائرات التحالف بقيادة السعودية بالوقود في الجو إلا في حالات معينة منها قصف الفصائل اليمنية التابعة للقاعدة وتنظيم داعش واستخدام الحوثيين للصواريخ الباليسيتية أو حماية وحدات عسكرية أميركية وممرات الشحن التجاري الدولية.

وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إنه يؤيد ما قاله بومبيو بأن السعودية والإمارات "تبذلان كل الجهود للحد من خطر سقوط قتلى مدنيين وإلحاق أضرار جانبية بالبنية التحتية المدنية نتيجة عملياتهم العسكرية لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن" , وتحارب حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية وتتخذ من الجنوب مقرًا لها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وتسيطر على الشمال بما في ذلك العاصمة صنعاء.