وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم

دعا وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، لاستعادة زمام المبادرة بشأن القضية الفلسطينية لإعادة بعث مسار المفاوضات.وفي مداخلته ضمن أشغال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، المنعقد، الإثنين، بالقاهرة، قال بوقادوم إنه “من الضروري استعادة زمام المبادرة بشأن القضية الفلسطينية، من أجل توفير الظروف الملائمة لإعادة بعث مسار المفاوضات على أساس مرجعيات السلام المتوافق عليها دوليا”.وأضاف بأن “القضية الفلسطينية عاشت أصعب فتراتها في المرحلة الأخيرة، في ظل الانحياز الفاضح للاحتلال الصهيوني من قبل الإدارة الأمريكية السابقة وقراراتها الجائرة في حق إخوتنا في فلسطين”.

وتحدث الوزير عن الظروف المستجدة بخصوص القضية الفلسطينية، خصوصا مع موجة التطبيع الأخيرة مع الكيان الصهيوني، وقال إنه “بالنظر للظروف المُستَجدة، نرى أنه من الضروري استعادة زمام المبادرة من أجل توفير الظروف الملائمة لإعادة بعث مسار المفاوضات على أساس مرجعيات السلام المتوافق عليها دوليا، وفقا للوائح الأممية ومبادئ الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية”.

وأوضح أن “المرحلة الحساسة تتطلب، قبل كل شيء، ترتيب البيت الداخلي وتضافر الجهود ووضع مصلحة القضية الفلسطينية فوق كلّ اعتبار والحرص أن تكون مواقفنا منسجمة مع المصالح القومية المشتركة”، مضيفا بقوله: “إنني هنا إذْ أُشيدُ بالجهود المبذولة في سبيل رصِّ الصف الفلسطيني فإنني أحيي الإخوة في فلسطين على الخطوة الهامة المتخذة مؤخراً لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية والتي نأمل أن تُسهمَ في ترقية المصالحة وتوحيد الموقف الفلسطيني”.

وأضاف بالقول: “لا يفوتني في هذا المقام، أن أُذَكر أن بلادي التي كان لها شرف احتضان الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية في 15 نوفمبر 1988، في استرجاع كافة حقوقه المغتصبة وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، على أساس مبادرة السلام العربية”.

وأفاد رئيس الدبلوماسية الجزائرية بأن “العالم العربي يمر بأزمات عدة استفحلت خُطورتُها وباتت تهدد وحدته وسيادته واستقلاليته. إنّ هذا الوضع الذي لا يَخْفى على أحد يتطلب مناّ بذل جهود صادقة لنبذ العنف وتفعيل الحلول السلمية والسياسية بما يضمن أمن وسلامة شعوبنا وبلداننا”، مشيرا إلى أن “تحقيق هذا الهدف يتطلّب أولاً العمل على تحقيق رؤية مشتركة لحل هذه الأزمات وكل التحديات التي نواجهها، وفي مرحلة ثانية، وضع آلية جماعية فعالة قادرة على التعامل مع أي مُتغير، بما يضمن إيجاد حلول سريعة داخل البيت العربي، قبل أن تستفحل الأمور وتصعب السيطرة عليها. وفي هذا الإطار، يجدر التذكير بموقف الجزائر المبدئي والذي دافعت عنه منذ البداية في جميع الاجتماعات العربية والدولية والرافض لأي تدويل لقضايانا العربية”.

وأكد بوقادوم أن الجزائر عملت كل ما في وسعها من أجل إيجاد حلول سلمية، تحفظ الدم العربي ووحدة وسيادة الدول العربية، وعارضت كل المساعي التي تتنافى مع هذا الموقف المبدئي.

وبخصوص آليات العمل العربي المشترك، قال بوقادوم: “إن إصلاح جامعة الدول العربية أصبح ضروريا للحفاظ على انسجام الصف العربي وصيانة الأمن القومي العربي. وفي سبيل ذلك، لابد من إعادة النظر في هياكل ومناهج المنظومة الحالية للتمكن من مواكبة التحولات وتفعيل دور منظمتنا في تحقيق السلم والاستقرار”.

ويعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا استثنائيا بهدف دعم القضية الفلسطينية وإعادة التأكيد على ثبات الموقف العربي الجامع تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من جوان عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، حسب مصادر دبلوماسية.

وذكرت المصادر أن الاجتماع “سيصدر قرارا جامعا بموافقة جميع الدول العربية للتأكيد على ثبات الموقف العربي من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ودعم ومواصلة الجهد الفلسطيني العربي المشترك على المستويات الدولية كافة لإسناد ودعم هذا الحق وتعزيز الحراك القانوني الدولي خاصة على مستوى المحكمة الجنائية الدولية وللتأكيد على الالتزام بالدعم المالي العربي لدولة فلسطين”.

قد يهمك ايضا:

وزير الخارجية الجزائري يكشف دلالات اجتماعه برئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا

وزارة الخارجية تؤكّد أن الجزائر قوية جيشًا وشعبًا ولا يستطيع أحد "أن يُخيفها"