الحكومة السودانية

أعلنت الحكومة السودانية القبض على قيادي مهم في تنظيم «مجلس الصحوة الثوري» المعارض، بقيادة الزعيم القبلي موسى هلال، في إقليم دارفور بغرب البلاد، وقالت «قوات الدعم السريع» التابعة للجيش السوداني، الأحد، إنها قبضت على المتحدث باسم التنظيم المناوئ للحكومة هارون محمود مديخير، ومعه حرسه الشخصي في منطقة «وادي باري» في دارفور، مشيرة إلى أنهم كانوا في طريقهم إلى تشاد.
 
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» عن المتحدث باسم «قوات الدعم السريع» العقيد عبدالرحمن الجعلي، قوله إن جنوده استطاعوا «توقيف أهم شخص في قيادة مجلس الصحوة الثوري، وبرفقته حرسه الشخصي»، فيما أسس الزعيم القبلي موسى هلال، كبير عشيرة «المحاميد»، تنظيمًا تأرجحت مواقفه بين المعارضة والموالاة للحكومة السودانية، أطلق عليه «مجلس الصحوة الثوري»، وذلك قبل نحو 4 أعوام.
 
وأطلق هلال تنظيمه عقب خلافات بينه وبين الحكومة السودانية التي غادر على أثرها العاصمة الخرطوم واعتكف في باديته بمنطقة «مستريحة» في ولاية شمال دارفور، لكن الحكومة السودانية سعت إليه و«استرضته»، فعاد إلى الخرطوم مجددًا، حيث كان يشغل منصب مستشار في ديوان الحكم الاتحادي، وما زال يشغل منصب نائب في البرلمان السوداني، ولم يصدر قرار بإلغاء عضويته فيه رغم إعلانه «العصيان».
 
وتعد عشيرة «المحاميد» من أفخاذ قبيلة الرزيقات العربية في غرب البلاد، وهي من المجموعات التي ساندت - بقيادة زعيمها موسى هلال - الجيش السوداني أثناء الحرب مع الحركات المسلحة في دارفور، وعاد هلال للاعتصام في باديته في شمال دارفور إثر إعلان الخرطوم قرار جمع السلاح في دارفور وكردفان في أغسطس/ آب الماضي، رافضًا تسليم سلاح قواته التي كان يطلق عليها «قوات حرس الحدود»، ورفض أن تتبع «قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان حميدتي، الذي يقود فخذاً آخر من الرزيقات.
 
وحظر مجلس الأمن الدولي عام 2006 سفر هلال خارج البلاد، وجمد ممتلكاته على خلفية اتهامه بعرقلة عملية السلام في إقليم دارفور، ووضعته إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش على رأس قائمة تضم المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب في إقليم دارفور، لكن المحكمة الجنائية الدولية لم تصدر بحقه مذكرة قبض، أسوة بآخرين بينهم الرئيس السوداني عمر البشير.
وزاد التوتر بين قوات هلال و«قوات الدعم السريع» إثر اعتقال الأخيرة بعض قادة «مجلس الصحوة الثوري»، وبينهم حرس هلال الشخصي، على الحدود الليبية، كما قتلت نحو 19 منهم قبل أشهر، ويرى زعيم «مجلس الصحوة الثوري» أن هناك جهات نافذة في الحكومة تكيد له وتعمل على إثارة الفتنة، وتسعى إلى «تصفية حساباتها معه".