حركة مجتمع السلم

استنكرت أحزاب سياسية وجمعيات عمومية موقف الجزائر إزاء قضية مسلمي بورما، "الروهينغا"، واصفة إياه بأنّه موقف دبلوماسي "الضعيف"، مؤكدة بأنّه لا يرقى إلى المستوى المطلوب، ولا إلى سمعتها وواجبها نحو المسلمين، حيث انتقدت حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإخوانية في البلاد، الموقف الضعيف للخارجية الجزائرية تجاه قضية مسلمي بورما "الروهينغا"، ودعت الحركة، في بيان لها الرأي العام الجزائري إلى مزيد من التفاعل تعريفًا بالقضية وتكثيف حملات النصرة والدعم إعلاميًا وسياسيًا، فيما طالبت الجمعيات الخيرية بضرورة التعجيل بحملات الإغاثة وتكثيفها للتخفيف من معاناة اللاجئين منهم في بنغلادش، تعبيرًا من الشعب الجزائري المسلم عن الأخوة والنصرة والتضامن مع إخوانه من مسلمي بورما.

واستنكرت الحركة  الجرائم البشعة في حق الروهينغا، مشيرةً إلى أنّها تتابع بألم بالغ واستياء كبير الأخبار والصور التي تنقل مأساتهم في إقليم أراكان المستمرة منذ عقود من الزمن، معتبرة ما يجري عنصرية دينية بغيضة وجرائم ضد الإنسانية تستدعي ردع مرتكبيها ومحاسبتهم بعيدًا عن سياسة الكيل بمكيالين.

ودعت التشكيلة السياسية المحسوبة على التيار الإسلامي في البلاد، المجتمع الدولي عمومًا ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن خصوصًا، بتدخل عاجل وحاسم يحمي حقوق هذه الأقلية ويعاقب الحكومة وجيشها ومليشياتها، كما ألحّت على منظمة التعاون الإسلامي بضرورة التحرّك السريع والفعال لنصرة وإغاثة هؤلاء المسلمين المستضعفين سياسيًا ودبلوماسيًا.

وأعلنت الحركة بأنها قامت عبر رئيسها بمراسلة كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورؤساء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والرئيس التركي بصفته رئيس الدورة، تشرح القضية وتطالبهم بالتدخل الفاعل والحاسم لإنهاء معاناة مسلمي الروهينغا.

وأعلنت جمعية العلماء المسلمين، عن إطلاق مبادرة إنسانية لفائدة مسلمي "الروهينغا" شرق آسيا، الذين يعيشون حالة اضطهاد وحرق أمام مرأى العالم ومنظمات حقوق الإنسان، كما دعت إلى هبة شعبية تضامنية جزائرية، لجمع التبرعات المالية والضغط على الجهات الأجنبية لتتحرك ضد الاعتداءات الوحشية والإبادة الجماعية بالقتل والحرق ضد هذه الأقلية المسلمة.

وندد رئيس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر، عبد الرزاق قسوم، في مؤتمر صحفي، بما يتعرض له الشعب الروهينيغي، كاشفًا أن الجمعية ستفتح المجال أمام بعض العلماء وممثلي المنظمات الحقوقية في الجزائر، لإيجاد حلّ مناسب يتم من خلاله، مساعدة أقلية الروهينغا المسلمة في بورما، وقد عرضت الجمعية صورًا لبعض الأحداث في بورما، تعرِض وحشية الاعتداء والتنكيل والحرق لشعب الروهينغا، بينها صور أطفال يعذبون ويحرقون.

ونظمت قيادات حركة البناء الوطني، تشكيلة سياسية محسوبة على التيار الإسلامي في البلاد، الجمعة وقفة تضامنية على هامش الندوة التي نظمتها التشكيلة تحت عنوان "تغلغل الكيان الإسرائيلي في أفريقيا، مخاطر وتحديات" مع الشعب "الروهينغي"، وطالبت الحركة المنظمات الدولية وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة بتعزيز الحريات وحقوق الإنسان بتطبيق ذلك عمليًا، ودعت الجزائر وجامعة الدول العربية لضرورة التحرّك بكل الوسائل عامة ووزراء الخارجية العرب خاصة لتوقيف ما يحصل لشعب ميانمار.