الإعلامي عمرو موسى

اعتاد النظام الإيراني على فبركة وتزوير واختلاق الأخبار والمقابلات والتصريحات ونسبها لمسؤولين رسميين وغير رسميين، وإعداد تقارير وهمية وكاذبة عن مؤسسات لا وجود لها أحيانا، وقد طالت هذه الفبركات هذه المرة الأمين العام السابق عمرو موسى، اختلقتها وكالة الأنباء الإيرانية " إرنا" الرسمية وتداولتها وسائل إعلام إيرانية رسمية أخرى.

ونفى المكتب الإعلامي لعمرو موسى، ما نسبته له عدة صحف ومواقع تابعة لإيران تزعم هجومه على السعودية ودول التحالف العربي، ونشر المكتب بياناً، الجمعة، لتكذيب الأخبار المغلوطة التي تناقلتها إحدى وكالات الأنباء وبعض المواقع الأجنبية عن حوار مزعوم أجراه موسى مع شبكة "سي بي سي" المصرية، وليست هذه المرة الأولى التي يقوم بها الإعلام الإيراني بالفبركة والتزوير، إضافة إلى السب والشتائم لقادة الدول وشعوب أخرى بدافع طائفي أو عنصري أو سياسي، حيث سبق لوسائل إعلام إيرانية والتلفزيون الإيراني الرسمي في الترجمة الفارسية الفورية لخطاب الرئيس المخلوع محمد مرسي، عام 2012 أمام مؤتمر عدم الانحياز في طهران، وذلك خلال بث ترجمة خطابه بواسطة القناة الأولى باللغة الفارسية ليتطابق مع مفردات خطاب النظام الإيراني. وأدخلت الترجمة الفارسية إلى النص اسم البحرين ضمن حديث مرسي عن ثورات الربيع العربي، وحذفت الخلفاء الراشدين من الخطاب الأصلي الذي تضمن أبوبكر وعمر وعثمان وعلي.

وسبق لوسائل إعلام إيرانية أن قامت بتحريف خطاب كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبدالعزيز حول الأزمة السورية، كما يعمل الإعلام الإيراني بكل اللغات على مبدأ تصدير الثورة الخمينية إلى البلاد العربية، والتدخل في شؤونها وشؤون دول الجوار، ما ساهم بشكل كبير في عزلة إيران الإقليمية، وتقوم وسائل إعلام إيران باستمرار بتوجيه الإساءات والشتائم للشعوب والحكومات العربية، وباتت تستمر بنشر الأخبار والمعلومات الكاذبة عن دول الخليج العربي بشكل خاص.

ويرى مراقبون للشأن الإيراني أن وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام أو التابعة للحرس الثوري تحوّلت إلى ساحة افتراء وإساءات علنية ممزوجة بالابتذال ورداءة الأخلاق والتدليس والكذب والتزوير، ضد الدول والشعوب التي تختلف مع السياسة الإيرانية بما يخالف كل المواثيق والعهود الدولية والأعراف الدبلوماسية والأخلاق المهنية أيضاً، كما يرى محللون أن النظام الإيراني يعيش حالة من التخبط والانهيار القيمي والأخلاقي في سياساته، كما يسعى إلى الدفاع عن نفسه باستخدام وسائله الإعلامية يروج لخطاب يذكي الصراعات الطائفية والاثنية ضاربا عرض الحائط كل القيم والمعايير الاخلاقية والمهنية.