الحدود الجزائرية الليبية

تتخوف الحكومة الجزائرية، من تعرضها لهجمات جرّاء تهريب الأسلحة، وتسلل الإرهابيين إليها من جارتها ليبيا التي تشهد اشتباكات بين إرهابيين والجيش الليبي خاصة في منطقة بنغازي، حيث أصدر القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خلفية حفتر، في الساعات القليلة الماضية، أوامر بالحسم لآخر معاقل الإرهاب في محوري سوق الحوت والصابري.

وذكر مصدر دبلوماسي جزائري لـ " العرب اليوم " أن الجزائر تتخوف من محاولة اختراق حدودها من طرف إرهابيين أو محاولة إغراق أراضيها بمختلف أنواع الأسلحة التي تعج بها ليبيا وإمكانية وصولها إلى الخلايا النائمة التي تنشط في الشرق الجزائري.

 وأشار المصدر إلى أنه وكلما زاد الضغط وتضييق الخناق على التنظيم في معلقه الرئيسي تماما مثلما يحدث الآن في مدينة بنغازي يسعى إلى تغيير مقر كتلته الرئيسية أو فرار عناصر التنظيم إلى مناطق فيها ملاذا أمنا للإرهاب. وأكد المصدر أن الجزائر أعلنت خلال الأشهر الأخيرة حالة الاستنفار القصوى على الحدود بعد تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا وشهدت الجزائرية الشرقية تحليقا مكثفا لطائرات الاستطلاع ولمقاتلات من سلاح الجو الجزائري لتشديد الرقابة على هذه المنطقة الخطيرة. ولفت المصدر إلى أن الجيش الجزائري وجه خلال الأشهر الأخيرة ضربات لعشرات من قوافل التهريب القادمة من ليبيا سواء التي تشتغل في مجال تهريب الأسلحة والذخائر وأيضا المخدرات والتبغ والسجائر, ويستغل تجار الأسلحة وسمسارته المرتبطين بالجماعات المتطرفة في دول الساحل كالنيجر ومالي وليبيا, معبرًا سريًا جديدًا يمتد من ليبيا إلى مالي نحو دول الساحل الصحراوي الأخرى في عمليات تهريبه، ويشكل هذا الممر خطرًا كبيرًا على الجزائر.

 ولجأ المهربون والتنظيمات المتطرفة إلى هذا المحور بعد أن كانوا يستخدمون محورين أساسين تم كشفهما من قبل القوات الأمنية المنتشرة في منطقة الساحل الأفريقي، ويتواجد الممر الأول على مستوى دول غرب أفريقيا عبر غينيا بيساو وليبريا وسيراليون، وإما من الشرق عبر السودان قبل تقسيمه والصومال وإثيوبيا لتنتشر في دول الساحل ".

وحسب دراسة نشرتها وزارة الدفاع الجزائرية، الممر الثالث والذي تم اكتشافه حديثا يمتد مباشرة من ليبيا إلى مالي نجو دول الساحل الصحراوي, تنتشر فيه أعداد هائلة من قطع السلاح بلغت حسب تقارير صدرت خلال عام 2014 بأكبر من 30 مليون قطة سلاح تستحوذ عليها الجماعات الإرهابية داخل التراب الليبي.

وستجد دول الجوار الليبي نفسها مضطرة لإيجاد مدخل لحل توافقي يقضي بوضع حد للاقتتال القائم في ليبيا ووضع حد لتوغل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " في التراب الليبي، خاصة بعد الدعوة التي وجهها زعيم التنظيم أبا بكر البغدادي لأتباعه حيث أمرهم بالسفر إلى ليبيا بدا من سوريا والعراق.

وكشف تقرر أممي أعده انطونيو جوتيريس أمين عام منظمة الأمم المتحدة، وهو التقرير الخامس عن التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" للسلام والأمن، أكد فيه أن معلومات قدمتها إحدى الدول بأن أبي بكر البغدادي أمر أتباع التنظيم والمتعاطفين معه في وقت سابق بالسفر إلى ليبيا بدلا من سوريا والعراق، وقد أثبتت الجماعات المنتسبة إلى "داعش" قدرتها على الصمود حتى الآن، وهى جماعات وصفها الأمين العام بأنها تشكل تهديداً خطيراً يراد به تأمين استمرار التنظيم في ضوء الضغط المستمر الذي يتعرض له في العراق وسوريا, وتمت الإشارة إلى ضعف التنظيم في ليبيا بعد فقدانه جزءا كبيرا من الأراضي التي كان يسيطر عليها.