بابا الفاتيكان فرنسيس الأول

غادر بابا الفاتيكان، فرنسيس الأول، إيطاليا، في طريقه إلى القاهرة، في زيارة تستغرق يومين، ومن المنتظر أن يصل البابا فرنسيس الأول، في الثانية، من ظهر الجمعة، إلى القاهرة، في أول زيارة رسمية تاريخية له، والتي تعد الزيارة الثانية لباباوات الفاتيكان بعد زيارة يوحنا بولس الثاني في عام 2000.

وينتظر البابا في مطار القاهرة، استقبالٌ رسمي، يعقبه التوجه لقصر الاتحادية للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تُعقد مباحثات مشتركة بين الجانبين حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيز عملية السلام، ويزور بعدها مشيخة الأزهر لإلقاء كلمة خلال فعاليات مؤتمر السلام، المنعقد تحت رعاية شيخ الأزهر، ثم يلتقي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

ويتوجه البابا فرنسيس عقب ذلك إلى الكاتدرائية المرقسية في العباسية، للقاء البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في لقاءٍ مغلق، ويُعقد لقاء مشترك بين وفدي الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية في المقر البابوي في الكاتدرائية.

ويعقد البابا فرنسيس قداسًا في استاد الدفاع الجوي في التجمع الخامس الذي يسع لنحو 28 ألف مواطن، ثم يتوجه بعدها لسفارة الفاتيكان لتناول الغداء مع الآباء المطارنة، موضحًا أنه يتوجه بعدها للقاء مع الآباء المطارنة والأساقفة والمكرسين قبل أن يغادر مصر.

وأعدت الكنيسة الكاثوليكية في مصر عددًا من الفيديوهات المسجلة للترحيب بالبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، الأولى لمصر خلال يومي الجمعة والسبت المقبلين. ونُشرت مقاطع الفيديو للأطفال يرددون: أهلا وسهلا بابا فرنسيس، وآخرون يحملون سعف النخيل، وجانب آخر يردد كلمات الترحاب بعدة لغات منها الإنجليزية والإيطالية والفرنسية. وتخلل الفيديو كلمات للبابا فرنسيس بصوته يتحدث عن السلام والاستقرار والمحبة، كما أعد الآباء الفرنسيكان في أسيوط مقطع فيديو يحتفي بقدوم بابا روما إلى مصر يحمل عددًا من الصور له.

وتزينت الكاتدرائية المرقسية في العباسية وشوارع القاهرة بصور البابا فرنسيس وشعار الزيارة الذي يحمل عبارة "بابا السلام في مصر السلام"، فيما انتشر رجال المرور في كل شوارع القاهرة، صباح الجمعة، لتكثيف تأمين الزيارة وتيسير حركة المرور في العاصمة. ونشرت وزارة الداخلية، قواتها في كافة أنحاء البلاد، خاصة على الطرق والمحاور الرئيسية، وتم تفعيل غرف العمليات والنجدة لتلقي الشكاوى والبلاغات، وتعزيز التواجد الأمني في محيط مطار القاهرة، والدفع بعدد من سيارات التشويش على المواد المتفجرة.

ووضعت أجهزة الأمن خطة تأمين محكمة لمسارات وتحركات بابا الفاتيكان أثناء وجوده في القاهرة وتـأمين مقر إقامته، من خلال فرق أمنية مدربة على أعلى مستوى، لمرافقة بابا الفاتيكان لدى تحركاته. وعززت وزارة الداخلية، من حجم عملية التأمين في محيط كافة كنائس مصر على مستوى الجمهورية، البالغ عددها نحو 2626 كنيسة في مصر بينها 1326 كنيسة أرثوذكسية و1100 بروتستانتية و200 كاثوليكية، ويتم تأمين نحو 125 كنيسة أرثوذكسية في القاهرة و82 في الجيزة و67 في الغربية و60 في المنيا و35 في الإسكندرية.

وتحظى الكاتدرائية بكم كبير من عملية التأمين، عن طريق زيادة عدد البوابات الإلكترونية، وترك حرم آمن بالقرب من أسوار الكاتدرائية ومنع تواجد السيارات به، مع التفتيش الدقيق لرواد الكاتدرائية، وإظهار وشم الصليب قبل الدخول، والسماح للمدعوين فقط بالمرور، مع الاستعانة بأجهزة حديثة وتقنيات متطورة والكلاب البوليسية في الكشف عن المواد المتفجرة والأجسام الغريبة.

وأعلنت رئاسة الجمهورية المصرية، في 18 آذار/مارس الماضي، أن قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان سيقوم بزيارة رسمية إلى مصر في الأسبوع الأخير من شهر نيسان/ أبريل المقبل، تلبيةً للدعوة الموجهة إليه من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأعربت الرئاسة، في بيان لها في وقت سابق، عن ترحيبها بضيفها الكبير، وتؤكد تطلعها لأن تسهم تلك الزيارة المهمة في ترسيخ رسالة السلام وتعزيز روح التسامح والحوار بين كافة البشر من مختلف الأديان فضلًا عن نبذ خطاب التطرف والتعصب وممارساته الآثمة.

وأشار بيان الرئاسة إلى أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي يكنّ تقديرًا كبيرًا لشخص بابا الفاتيكان ومكانته المعنوية والروحية ومواقفه الشجاعة تجاه القضايا الدولية، حيث لمس سيادته هذه القيم النبيلة خلال لقائه مع قداسة بابا الفاتيكان في المقر البابوي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، كما أكد السيد الرئيس تطلعه للترحيب بالبابا فرانسيس في مصر في الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان.

ومن المقرر أن يترأس قداسة البابا فرانسيس يوم 29  نيسان/إبريل صلاة القداس الإلهي، فضلًا عن عقد لقاء مع رجال الدين المسيحي من الطائفة الكاثوليكية. وتحتفظ مصر والفاتيكان بعلاقات ودية ومستقرة منذ بدء تبادل العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في 23  أيار/مايو 1947.. ويوجد اتفاق عام في سياسة الدولتين تجاه قضايا أساسية، وعلى رأسها عملية السلام في الشرق الأوسط والتوصل إلى حل نهائي بشأن وضعية القدس، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وتعضيد الحوار بين الأديان (الإسلامي – المسيحي)، والحفاظ على الترابط الأسري، وتحريم الإجهاض والمحافظة على البيئة، ومكافحة التطرف.

وأجرى مسؤولون في الدولتين العديد من الزيارات المتبادلة خلال العامين الماضيين، إذ أجرى وفدًا كنسيًا من الفاتيكان في 23 أيلول/ يوليو من عام 2016، ضم الأب أنزو فورتنانتو والأب ماورو جامبيتي، من كاتدرائية القديس فرنسيس البابوية في مدينة آسيزي، بزيارة إلى مصر، التقى خلالها مع وزير الثقافة الدكتور حلمي النمنم.

 وبحثا الجانبان التعاون ما بين وزارة الثقافة المصرية والكاتدرائية في عمل مبادرة دولية لتحاور الأديان والتبادل الثقافي وإقامة مؤتمر دولي عام 2019 عن "حوار الثقافات" يتم الإعداد له وتنظيمه من الآن.

  وأجرى شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الدكتور أحمد الطيب ، في 21 أيار/ مايو من عام 2016، زيارة إلى الفاتيكان، استقبله البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، بحثا الجانبان جهود نشر السلام والتعايش المشترك في زيارة هي الأولى من نوعها في تاريخ المؤسستين الدينيتين، كما ناقشا تنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل نشر ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب والمجتمعات.

  وفي أول زيارة لرئيس مصري للمقر البابوي في الفاتيكان منذ 8 سنوات، اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2014 ، تلبية للدعوة الموجهة إليه من قداسة البابا، أكد الجانبان خلال اللقاء على استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان عن طريق إعادة تفعيل لجنة الحوار المشترك مع الأزهر الشريف للبناء على القواسم المشتركة التي تنطلق منها الديانتان الإسلامية والمسيحية والتي يمكن البناء عليها لتعزيز التعايش المشترك بين الشعوب وتدعيم جهودهما في مواجهة الأفكار المتطرفة.