الرئيس الأميركي دونالد ترامب

اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب خيارًا سياسيًا مهماً هذا الأسبوع أدى إلى رفع معنوياته، وذلك عبر مدّ جسر مع الديموقراطيين في الكونغرس، وحصَدَ ثمار ذلك موافقةً على رفع سقف الدين وتمويل المناطق المنكوبة بإعصارَي "هارفي" و "إرما" في تكساس وفلوريدا. واستعار ترامب من سلفه الديموقراطي بيل كلينتون أسلوب القفز والمثالثة مع الحزب المعارض، وهو الديموقراطي حالياً، لكسر الجمود الاشتراعي الذي طبع الأشهر الثمانية الأولى من ولايته.

ووافق الكونغرس أمس الجمعة بغالبية 316 صوتاً ومعارضة 90 على مشروع التمويل، ما يشكل أول انتصار اشتراعي لترامب بالتعاون مع الديموقراطيين. وهو كتب على "تويتر": "أقول للجمهوريين عفواً. أسمع منذ سبع سنوات أنكم تريدون التخلص من برنامج أوباما كير الصحي، لكن لم يحصل شيء"، في إشارة إلى فشل الجمهوريين في إعطائه انتصاراً اشتراعياً بإلغاء خطة "أوباما كير".

وصُدم بعد لقائه زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الأربعاء الماضي، مناهضيه الجمهوريين ودفعهم إلى الاصطفاف مع الديموقراطيين في صفقة تضمن رفع سقف الدين وتمويل الإدارة ثلاثة أشهر، وتمويل المناطق المتضررة من الأعاصير بنحو 15.25 بليون دولار. وكان الجمهوريون أرادوا رفع سقف الدين مدة سنة أو ستة أشهر كحد أدنى من دون أن يقنعوا رئيسهم بذلك.

في المقابل، تأتي الصفقة الديموقراطية مع ترامب بنتائج سريعة تنعكس قوانين جديدة للإصلاح الضريبي وإعادة الموافقة على قانون "داكا" لهجرة القاصرين والذي ألغاه ترامب الأسبوع الماضي، لكنه يعتزم إعادة تمريره في شكل قانوني وبتفويض من الكونغرس. وأبدى الديموقراطيون انفتاحاً على هذا التعاون. وقالت بيلوسي: "اتصل بي الرئيس، وكان سعيداً جداً بالنتائج، وطلبت منه طمأنة المهاجرين القاصرين ففعل ذلك فوراً من خلال تغريدة على تويتر".

كما لاحظ ضيوف البيت الأبيض أن مزاج ترامب تحسن كثيراً بعد الصفقة مع الديموقراطيين، وكذلك معنوياته، وأنه يُشيد بالتغطية الإعلامية ويعد بالعمل المشترك بين الحزبين بدءاً من اليوم. وفي اليومين الأخيرين اجتمع ترامب ثلاث مرات مع الزعيم الديموقراطي شومر، في وقت تفيد تقارير بأن الرجلين يملكان علاقة عمل جيدة وقديمة في نيويورك. ويتخوف الجمهوريون من انعكاسات هذا التقارب سلباً على أجندتهم الحزبية، خصوصاً أن ترامب ليس جمهورياً تقليدياً، ما قد يؤثر في حظوظهم أيضاً في انتخابات التجديد النصفي في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

ويأتي التحول في سياسة ترامب بعد طرد وجوه اليمين الأيديولوجي من الإدارة، وأبرزهم ستيف بانون ورينس بريبوس، وتعيين الجنرال المتقاعد جون كيلي مديراً للفريق. وسيسعى ترامب إلى تمرير الإصلاح الضريبي قبل نهاية السنة. أما نجله ترامب جونيور، فقال للمحققين خلال جلسة اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ: "التقيت محامية تدعى ناتاليا فيسيلنيتسكايا خلال الحملة الانتخابية لمعرفة ما إذا كان عرض تقديمها معلومات عن المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون جدياً".