الجزائر - الجزائر اليوم
يتخوف الكثير من خبراء الفلاحة ونقابات ممثلي الموالين والفلاحين، من نتائج خطيرة للحرائق التي شبت في غابات الجزائر شرقا وغربا، حيث في الوقت الذي تعرف فيه الكثير من سدود المياه حالة جفاف، أتت النيران على الكثير من أنواع النباتات والأشجار وحتى بعض الطيور والحيوانات، ولا يستبعد هؤلاء عام فلاحي جاف وتراجع ملحوظ في لثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية.
وكان وزير الفلاحة عبد الحميد حمداني، قد أكد شهر جولية الماضي، أن حرائق الغابات قد اتلفت 8900 هكتار، في حين أكد رشيد بن عبد الله، رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات، لـ”الشروق”، أن هناك “مافيا” تقوم بإضرام النيران في الغابات عبر الوطن، موضحا أن الغطاء الغابي في الجزائر لا تتعدى مساحته 4 ملايين و100 الف هكتار.
وقال إن سرعة التهابه قد تسبب كارثة بيئية، بفقدان أنواع من الأشجار والنباتات والحيوانات، وإتلاف مساحات شاسعة من هذا الغطاء الغابي، ومن بين أسوأ النتائج أيضا، قلة الأمطار وحالة الجفاف في سنوات قادمة.
وفي السياق، كشف احمد مالة خبير فلاحي، ومكلف بالاتصال في الغرفة الوطنية للفلاحة، في تصريح لـ”الشروق”، عن حجم الكارثة التي قد تحل بالعالم والجزائر على وجه الخصوص، جراء حرائق الغابات، وقال إن هذه الأخيرة قد تؤدي إلى تغيرات مناخية وحالات جفاف، وتراجع في المحاصيل الزراعية، واختفاء أنواع من الطيور والحيوانات.
11 بالمائة فقط من الغطاء النباتي في الجزائر.. والحرائق ستقلص مساحته
وأكد مالحة، أن الغطاء النباتي في الجزائر غير كاف، وانه لا يمثل إلا 11 بالمائة فقط وحرائق الغابات والجفاف قد يقلص مساحته، في الوقت الذي من المفروض تسعى الجهات المعنية لرفع نسبته في المساحات الفلاحية، حيث أن تجديد الغطاء النباتي بالري وتساقط الأمطار بكميات مناسبة.
وقال المهندس الفلاحي احمد مالحة، إن حرائق أول أمس في غابات ولاية تيزي وزو، وغيرها، اتلفت أشجارا مثمرة بينها أشجار الزيتون، وأنه خلال ساعة فقط تم تسجيل 20 حريقا في ذات الولاية، وهذا أدى إلى خسائر في النباتات والأشجار والطيور وبعض الحيوانات والمشاتل ومساحات تربية النحل، وهو تهديد واضح للقطاع الفلاحي.
ونبه مالحة، إلى ان حرائق ولاية جيجل، أتلفت أشجار الفلين، وهو نوع نادر في العالم، تزدهر به الجزائر، كما أن هذا النوع من الأشجار يغطي مساحات واسعة من الغطاء النباتي، مضيفا أن حرق أنواع أخرى من الأشجار في بعض الغابات عبر الوطن، بينها أشجار الصنوبر الحلبي وأنواع أخرى من الصنوبر، سوف يؤدي إلى ندرة في الأمطار وبعض الحيوانات والأنواع النباتية، وبالتالي تساهم في تغيير مناخي يميل إلى الحرارة والجفاف.
ودق المهندس الفلاحي مالحة، ناقوس الخطر حول موسم فلاحي، قد لا يأتي بمحصول جيد وبتراجع أيضا الثروة الحيوانية كالأبقار والمواشي، قائلا إن سدود المياه في بعض الولايات تعرف جفافا مثل سد تيبازة، وأن الفلاحين يضطرون لجفر آبار على عمق 100 متر بعد ان كانوا يحفرون آبارا بعمق 60 مترا فقط، وحسبه، حتى المياه الجوفية مهددة بالجفاف.
من جهته، أوضح عضو لجنة فيدرالية الموالين، إبراهيم عمراني، أن اغلب المواشي لا ترعى في الغابات والجبال، ولكن تبقى بعض المناطق مثل منطقة القبائل وجيجل، تعرف تربية الأبقار والماعز، وأن هذه الثروة مهددة، بفعل الحرائق التي تندلع من حين إلى آخر في الغابات، وأن الحرائق الأخيرة تسببت في قتل بعض الأبقار.
وحول الموضوع، طالب خبراء الفلاحة وممثلو النقابات الخاصة بالموالين والفلاحين، بضرورة، تكثيف الحراسة في الغابات، حيث دعا المهندس الفلاحي احمد مالحة بتوظيف شباب لحراسة الغابة وبعقود تدوم 3 أشهر خلال الصيف، وذلك باستعمال دراجات نارية، وأجهزة مراقبة، بينما طالب رشيد بن عبد الله، رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات، بزيادة عدد حراس الغابات، ومعاقبة المتسببين في حرائقها بالردع القانوني.
قد يهمك ايضاً
عبد الرحمان بن بوزيد يعلن تفاصيل خاصة بسلالة "كورونا" المتحورة
عبد الرحمان بن بوزيد يطرح مشروع انطلاق في حملة التلقيح ضد كورونا سيكون خلال جانفي الجاري