ثلاثة انفجارات "مجهولة" تضرب تلعفر

أعلن مصدر محلي في محافظة نينوى، الجمعة، بأن ثلاثة انفجارات قوية ضربت أطراف قضاء تلعفر غرب الموصل وسط حالة استنفار قصوى لتنظيم "داعش" ، في وقت شهدت مدينة الموصل صباح أمس الخميس، العشرات من الانفجارات التي هزت المدينة، جراء القصف العنيف على مواقع تنظيم "داعش" في المنطقة الغربية من المدينة، والمعارك الشرسة الجارية فيها.

أضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الانفجارات الثلاثة اعقبها استنفار واسع لمسلحي داعش"، مبينا أن "اغلب الطرق الرئيسية في تلعفر جرى اغلاقها وفرض حركة حظر التجوال للمركبات المدنية". وتعد تلعفر من أبرز معاقل "داعش" في نينوى والتي سيطر عليها التنظيم بعد حزيران/يونيو 2014. بالمقابل أفادت مصادر عسكرية عراقية، بأن "معارك عنيفة تخوضها القوات العراقية في ما تبقى من المنطقة الغربية التي يتمركز فيها بقايا عناصر التنظيم، في محاولة لحسم المعركة وإنهاء مقاومة مقاتلي داعش المحاصرين".

وشوهدت قوات أمنية تنتشر بكثافة في التقاطعات وقرب الدوائر الحكومية تحسبا من وقوع أي خروقات أمنية تؤثر على سير المعارك. وحسب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، نائب قائد جهاز مكافحة الإرهاب، فإن مسافة 100 متر فقط تفصل قوات الجهاز عن حافة نهر دجلة، الذي يشطر مدينة الموصل (شمال) إلى شطرين. وأشار إلى أن "معارك ضارية تدور الآن في أزقة مدينة الموصل القديمة، وسلاح تنظيم الدولة المتبقي هو الانتحاريون والقناصة فقط".

وقال: "إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب قتلت منذ فجر الأمس عشرة انتحاريين من تنظيم "داعش" يرتدون أحزمة ناسفة، وذلك خلال التقدم في منطقة الميدان ضمن الموصل القديمة". وكان قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري، أعلن أن أمس، هو أقصى موعد لاعلان التحرير الكامل لمدينة الموصل. لكن قيادة العمليات المشتركة نفت ما يتم تداوله عن تحديد موعد لإعلان النصر على "داعش"، وأكدت أن قطعاتها مستمرة بالتقدم حتى تحرير ما تبقى من أجزاء من الموصل القديمة.

وأشارت إلى أن "الاعلان عن التحرير الكامل للموصل سيتم من قبل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي". وحسب مصادر عسكرية، فإن تفخيخ المنازل من قبل "الدولة" ووجود مدنيين يستخدمهم التنظيم، دروعا بشرية، قد أثر على تقدم القوات العراقية التي اقتربت من إنجاز استعادة آخر معاقل "داعش" والمتمثل في البلدة القديمة في الجانب الغربي للموصل، حيث سيطرت على أكثر من ثلاثة أرباع المدينة القديمة التي تصل مساحتها إلى نحو 2 كيلو متر مربع.
وما زال 20 ألف شخص محاصرين في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في غرب الموصل، وفق ما أعلنت المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة في العراق، ليز غراندي، مشيرة إلى أن هؤلاء في " خطر كبير". وأوضحت غراندي أن "تقديرنا في المرحلة الحالية أنه في آخر جيوب المدينة القديمة، قد يوجد ما يقارب 15 ألف مدني، واحتمال أن يكونوا عشرين ألفا".

وأضافت أن "هؤلاء العالقين في تلك الجيوب، هم في حالة يرثى لها. نرى صورا مزعجة جدا لأشخاص حرموا من الطعام لفترات طويلة، يبدون في حالة ضعف شديد". وتابعت "هم في خطر كبير جراء القصف ونيران المدفعية المتبادلة. المقاتلون (من تنظيم داعش) الذين ما زالوا هناك يستهدفون المدنيين بشكل مباشر إذا حاولوا المغادرة".

وأسفرت المعارك عن نزوح ما يقارب 915 ألف شخص من منازلهم في الموصل، ولا يزال نحو 700 ألف منهم نازحون حاليا، وفق غراندي. وقالت المنسقة الأممية "لقد تخطينا عتبة السيناريو الأسوأ منذ أكثر من شهر. ففي أسوأ سيناريوهاتنا توقعنا نزوح 750 ألف شخص". وأشارت غراندي إلى أن "هناك 44 حيا سكنيا في غرب الموصل. ستة منها دمرت بالكامل تقريبا (…) 22 حيا بشكل متوسط، و16 على نحو طفيف". واستنادا إلى تقييم أولي، فإن المرحلة الأولى من "الاستقرار" في غرب الموصل، والتي تشمل الخدمات الأساسية والبنى التحتية والإسكان والتعليم ومراكز الشرطة، ستكلف 707 ملايين دولار، حسب غراندي.

وأوضحت أن هذا الرقم هو ضعف الرقم المتوقع "لأن مستوى الأضرار في غرب الموصل أعلى بكثير مما كنا نخشاه". وفي الموازاة، قتل 43 عنصراً من تنظيم "داعش" خلال هجومهم على قوات للجيش العراقي بإحدى قرى قضاء الشرقاط ،شمال محافظة صلاح الدين، شمالي البلاد، حسب بيان رسمي.

وقالت خلية الإعلام الحربي (مؤسسة رسمية تتبع وزارة الدفاع) في بيان أن "قطعات (قوات) عمليات صلاح الدين (تابعة للجيش) أحبطت عملية لتنظيم داعش على قطعاتنا المتواجدة في قرية الخضرانية بقضاء الشرقاط شمال محافظة صلاح الدين". وأضاف البيان أنه "تم الرد عليهم (داعش) بقوة وحزم، وقتل 43 مسلحا " من جهته، قال الرائد ياسر التميمي، من الجيش العراقي أن "قوات الجيش العراقي وصلت إلى قضاء الشرقاط وعززت تواجدها في أطراف القضاء لصد أي هجمات متوقعة لعناصر "داعش".

وأوضح أن "قوات الحشد العشائري وصلت إلى أطراف القضاء لدعم قوات الجيش بعد ورود معلومات عن نية عناصر التنظيم تكرار الهجوم". وصّعد مسلحو تنظيم "داعش" لهجماتهم على مدى الأسابيع الماضية في المناطق المحصورة بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين شمالي البلاد وهي مناطق ذات طبيعة جبلية، وتواجه قوات الأمن العراقية صعوبة في السيطرة عليها. وخسر التنظيم مساحات واسعة من الأراضي التي سيطر عليها صيف 2014 في محافظات ديالى ونينوى والأنبار وصلاح الدين.