السفارة التونسية في ليبيا

تعتزم السلطات التونسية تعتزم فتح سفارتها في ليبيا خلال الأيام المقبلة، وقررت تأجيل جلب أطفال تونسيين من السجون الليبية لأسباب أمنية. من جهة أخرى، أفادت مصادر حكومية تونسية أن القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر سيكون قريبا في تونس للتباحث بشأن مبادرة دول الجوار لحل ال أزمة الليبية. وكان حفتر قد أعلن موافقته في تصريحات إعلامية على زيارة تونس ولقاء رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي، في إطار مواصلة المباحثات بشأن المبادرة التونسية الجزائرية المصرية الرامية إلى المساهمة في تسوية ال أزمة في ليبيا.

حيث كشف المشير خليفة حفتر قائد عملية الكرامة، أنه سوف يلبي دعوة الرئيس الباجي قائد السبسي بزيارة تونس، مؤكدا على قوة العلاقات مع تونس وحرص الدولة الشقيقة على إنهاء الأزمة السياسية الراهنة في ليبيا .

وأضاف المشير حفتر أن الاتفاق السياسي الموقع بين الفرقاء برعاية الأمم المتحدة لم ينه الأزمة، وأن المجلس الرئاسي لم يحقق أي إنجاز على الأرض، كما أن طرابلس مازالت تحت سيطرة المليشيات الخارجة عن الشرعية، كما استبعد حفتر تواجد قاعدة روسية شرق ليبيا .مع العلم  أن الباجي قائد السبسي كان قد  وجه الدعوة للمشير حفتر بزيارة تونس في إطار سلسلة اللقاءات التي تجريها تونس مع جميع الفرقاء الليبيين تحضيرا لانعقاد القمة الثلاثية.

وفي سياق المبادرة التونسية التي أطلقها قائد السبسي لحلحلة الأزمة الليبية وقد نالت تلك المبادرة دعم دول الجوار والإقليم والمجتمع الدولي، بما في ذلك المنظمات الإقليمية، و على الرغم من التسريبات التي تتحدث عن عزم الاتحاد الأفريقي إطلاق مبادرة لحل الأزمة الليبية من خلال اتصالات يقوم بها رئيس الاتحاد الأفريقي ألفا كونكري.

ويرى مراقبون أن ما يجرى الآن من تصعيد للصراع المسلح بين الكرامة وحكومة الوفاق في الجنوب ليس سوى عبث، إذ يعلم كلا الطرفين بأن الحل لن يكون إلا سلميا وسياسيا، وأن المجتمع الدولي بأكمله حدد موقفه النهائي من طريقة تجاوز الأزمة، واستبعد الحل العسكري، وحتى ما يتم ترويجه من سعي أطراف الصراع المسلح كسب أوراق ضغط سياسية تعزز الموقف عند التفاوض يبقى بلا جدوى .

وكان  المبعوث الأممي مارتن كوبلر قد حل خلال الأسبوع المنقضي في بنغازي في زيارة هي الثانية في أقل من أسبوعين، وخلال زيارته الاولى اجتمع كوبلر مع رئاسة مجلس النواب.اما زيارة الأسبوع الماضي لكوبلر، فهي من أجل لقاء المشير حفتر الذي كان المبعوث الأممي طالب بها منذ أكثر من سنة حيث كان المشير يرفض استقباله، ومعلوم أن مصادر مقربة من قيادة الكرامة أكدت في وقت لاحق أن حفتر فعلا استقبل كوبلر دون إعطاء المزيد من التفاصيل .

ويُذكر أنه يتم استقبال خليفة حفتر من قبل العديد من القادة العرب والغربيين إلى جانب روسيا التي زارها مرتين خلال الأيام القليلة الماضية، ليتمها بلقاء مع كبار المسؤولين السياسيين في الجزائر التي كانت لديها بعض التحفظات عليه، وفي تعليق لها على زيارة خليفة حفتر والتقائه بكبار المسؤولين الجزائريين، قالت وسائل اعلام جزائرية إن  استقبال الجزائر للواء خليفة حفتر ولقاؤه مع مسؤولين كبار في الدولة، شكّل اعترافا من دولة جوار مهمة في المنطقة، وتقديم ضمانات في عدم ممانعتها من تولي اللواء مناصب مهمة مستقبلا في ليبيا، في إطار التعديل المتوقع لاتفاق الصخيرات. ولا يخفي اللواء حفتر بعد انتهاء المرحلة الانتقالية طموحه لتولي رئاسة ليبيا.