سقط 60 قتيلاً و70 جريحًا في مواجهات مسلحة اندلعت شرق دارفور غرب السودان، بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا، استخدم فيها السلاح الثقيل. وقال مصدر في ولاية شرق دارفور، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العرب اليوم"، إن  مستشفى مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور استقبل جثث القتلى والجرحي، لكن سعته قد لا تستقبل حالات أخرى، حال استمرار القتال، وأن وفدًا من قيادات القبيلتين سيصل إلى هناك خلال الساعات المقبلة، ويتوقع أن يصل إلى هناك وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد، وقيادات عسكرية وأمنية، للسيطرة على الموقف، بعد أن بلغ التوتر أقصى درجاته، في أعقاب تبادل القبيلتين للاتهامات، مضيفًا أن "الصراع تفجّر بعد أن قامت مجموعة تنتمي إلى قبيلة المعاليا بنهب أبقار ومواشي تتبع لقبيلة الرزيقات، الذين سعوا إلى استرداد أبقارهم". وأفادت قبيلة المعاليا، أن الطرف الآخر اغتال عددًا من منسوبيها بالرصاص، وأجبر مئات من أفرادها على الخروج من المدينة، ووصفت الأمر بأنه "عملية تصفية عِرقية وتهجير قسري"، فيما اتهمت المعاليا، في بيان لها، حكومة الولاية وأجهزتها برئاسة الوالي عبدالحميد، بالتواطؤ وعدم التحرك لاحتواء الموقف. وأكد رئيس اللجنة المكلفة بحل الأزمة والمستشار السابق لحكومة الولاية  صديق عبدالنبي،  في تصريحات إلى "العرب اليوم" عبر الهاتف، أنه لا يملك إحصاءً دقيقًا بعدد القتلي أو الجرحي، وأن قتلى قبيلة الرزيقات وصل عددهم إلى 36 قتيلاً، لكنه لا يعرف عدد قتلى الطرف الىخر الذى يحتمي بحركة مسلحة تُسمي حركة "الربيع العربي" تكونت منذ 3 أشهر. وأضاف عبدالنبي، أن "المعارك دارت شمال الضعين، حيث تتمركز المعاليا، وأن حركة "الربيع العربي" المسلحة ظلت تقوم بعمليات نهب وسرقة للسيارات من خارج المدينة اخيرًا"، نافيًا أن "تكون الحكومة متواطئة"، مؤكدًا أنها "التزمت بمحاسبة مجموعة من شباب  الرزيقات، الذين أصدروا بيانًا هددوا فيه قبيلة المعاليا، وأن الحكومة ستحاسب هؤلاء بعد أن تم الاعتذار عن البيان، وأن أبناء قبيلة المعاليا لم يغادروا المدينة، فهم موجودون الآن   يمارسون حياتهم بشكل عادي، ويشاركون في مساعي ومجهودات حل الازمة ". وردًا على سؤال لـ"العرب اليوم"، إن كانت بقية الحركات المسلحة متورطة في النزاع، أجاب رئيس اللجنة المكلفة بحل الأزمة، "الذي أعرفه أن حركة (الربيع العربي) متورطة في دعم مثيري الأحداث، وأنها توفّر لهم الحماية الآن، أما بقية الحركات فلا أعرف إن كانت متورطة أم لا"، مشيرًا إلى أن اتصالات تمت بين حركة "الربيع" والحركات الأخرى. وطالب الناطق الرسمي باسم حركة "العدل والمساواة" السودانية جبريل آدم بلال، أطراف النزاع بالتوقف عن كل الأعمال العدائية، فيما ناشد الفرقاء اللجوء إلى الحوار. يُشار إلى أنه منذ أحداث عام 2005 لم تقع مواجهات بين القبيلتين، إلا أنه في الآونة الأخيرة ونتيجة لحوادث السرقة وعمليات النهب، توترت العلاقات بينهما.