الخرطوم ـ جمال إمام
دعا رئيس جنوب السودان سلفا كير عدوه اللدود ونائبه رياك مشار إلى عقد محادثات لإنقاذ السلام بعد أيام من المعارك العنيفة بين معسكريهما في العاصمة جوبا. وقال: "لا أريد مزيدًا من سفك الدماء في جنوب السودان، ولكن أريد أن يكون رياك مشار، بقربي كي نخط معًا الطريق قدمًا"، وتحدث كير في القصر الرئاسي وكان إلى جانبه المسؤول عن مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار الرئيس البوتسواني السابق فيستوس موغاي، والمبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي والرئيس السابق لمالي ألفا عمر كوناري.
ودعا كير مشار إلى لقائه لعقد محادثات من أجل إنقاذ اتفاق السلام، لكنه قال: "لو كان أحد يطاردهم لكان عثر عليهم، أنا مستعد لحماية مشار إن أتى"، ورغم أن وقف إطلاق النار المعلن لايزال صامدًا الخميس، إلا أن مسؤولاً دوليًا تحدث أمام مجلس الأمن عن "استنفار" للقوات الحكومية والمتمردين في ولاية أعالي النيل حول ملكال واللير.
وقال مسؤول حفظ السلام في الأمم المتحدة لمجلس الأمن هيرفي لادسوس، "إن المنظمة الدولية مستعدة للعمل مع الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) في شرق أفريقيا بشأن اقتراحها تشكيل قوة تدخل ضمن مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان"، موضحًا أنه ستكون هناك على الأرجح حاجة لتعزيز قوة حفظ السلام بقوات إضافية وقدرات أقوى- مثل طائرات الهليكوبتر الهجومية وطائرات بدون طيار لأغراض المراقبة- لتتمكن من تحقيق التفويض الممنوح لها بحماية المدنيين.
وفي نيمولي الحدودية مع أوغندا، قدرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بنحو 20 ألفًا عدد النازحين الذين يرغبون في اجتياز الحدود، لكن جيش جنوب السودان يجبرهم على العودة أدراجهم، بحسب شهادات جمعتها فرانس برس، وكانت قافلة عسكرية أوغندية مدججة بالسلاح دخلت أراضي جنوب السودان الخميس، لتأمين الطريق المؤدي إلى جوبا وإجلاء الأوغنديين العالقين في عاصمة جنوب السودان، وقالت المصادر "إن القافلة تتألف من مئات الجنود والآليات المدرعة وحوالى خمسين شاحنة لإجلاء حوالى ثلاثة آلاف أوغندي عالقين في جوبا".
وقال المتحدث باسم الحكومة الأوغندية أوفونو أوبوندو لرويترز، "إنها مهمة قصيرة الأجل لكنها ربما تتعقد إذا حدثت تطورات جديدة، ويمكنكم أن تتوقعو بقاءنا إذا اشتعل القتال مجددًا ورغبة مزيد من الناس في الرحيل"، وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة أرسلت 47 عسكريًا إلى جنوب السودان لحماية المدنيين الأميركيين والسفارة الأميركية بعد اندلاع أعمال العنف هناك، وأضاف البيت الأبيض في بيان "هؤلاء الأفراد سيبقون في جنوب السودان إلى أن يصبح وجودهم غير ضروري".