صورة عن مهاجرين أفارقة ألقت قوات الأمن القبض عليهم بالحدود

روى شهود عيان، تفاصيل عن محاولة المئات من المهاجرين غير الشرعيين اختراق التراب الجزائري يوميا، قائلين إن ظاهرة محاولة اختراق الحدود الجزائرية من قبل المهاجرين السريين، تشهد ارتفاعا يوما بعد يوم خاصة على الطريق الوطني رقم " 1 " الرابط بين محافظة تمنراست تبعد عن محافظة الجزائر العاصمة حوالي 2000 كلم، وتقعد على الحدود مع دولتي مالي والنيجر، ومنطقة عين صالح الصحراوية التابعة لنفس المحافظة، وأشاروا إلى أن المئات من الأفارقة يقطعون الطريق الطويل بين هاتين المدينتين سيرا على الأقدام، ويطلبون من سائقي السيارات قارورات ماء، والمؤسف أن بينهم أطفال ورضع وشيوخ.

 ويصطدم المهاجرون غير الشرعيين الذين لا يحملون أية أوراق تثبت هويتهم الحقيقة، بقوات الأمن الجزائرية التي كثفت تواجد الحواجز الأمنية في المناطق الحدودية، التي تربط الجزائر بمالي والنيجر، وتسمح فقط مصالح الأمن لأولئك المهاجرين الذين يحملون جوازات سفر بالعبور، التنقل بسهولة دون أي مانع وهذا بعد إخضاعهم لتحقيقات أمنية مكثفة.

ويلجأ عدد من المهاجرين غير الشرعيين الذين لا يحوزون على أي أوراق رسمية تثبت هويتهم إلى الاختباء وراء التلال والمرتفعات المنتشرة بهذه المناطق، خوفا من إلقاء القبض عليهم من طرف قوات الأمن الجزائرية المرابطة على الحدود، ليعودوا أدراجهم من حيث أتوا، وهو الأمر الذي يرفضونه رفضا قاطعا  كون أن أغلبهم يواجهون الموت أو عصابات الاتجار بالبشر التي تسيطر على المناطق الصحراوية أو الضياع وسط الصحراء، ويستقر مهاجرون غير الشرعيين الذين تمكنوا من اجتياز الحواجز الأمنية الموجودة بين الطريق الرابط بين محافظة تمنراست ومدينة عين صالح، ويسمى بطريق " الموت " كونه محفوف بالمخاطر لأيام وربما لأشهر حتى يتمكنوا من الوصول إلى مدن الشمال أو العبور إلى ليبيا، عبر محافظة ايليزى بغية الوصول إلى الضفة الأخرى أي أوروبا.

وشددت القوات الأمنية الجزائرية مراقبة حدودها الجنوبية مع مالي والنيجر وموريتانيا، نظرا لتقليها معلومات تركد محاولات تنظيمات إرهابية توغل بعض المحافظات الجنوبية، التي يكثر فيها انتشار المراكز الأمنية والمنشآت الأجنبية والحيوية، من خلال استغلال قوافل المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول أفريقية إلى داخل الجزائر، بهدف استطلاع وتنفيذ عمليات متطرفة.

وكشفت تقارير أمنية أن السلطات الجزائرية، اعتقلت أخيرا عددًا من المهاجرين الأفارقة لهم علاقة بتنظيمات إرهابية، تنشط في المناطق الحدودية الصحراوية الرابطة بين الجزائر وعدد من دول الجوار، التي تشهد اضطرابات أمنية كمالي والنيجر وموريتانيا. وفتحت السلطات الأمنية الجزائرية تحقيقات معمقة في صفوف عدد من المهاجرين، الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال شهر رمضان، ويشتبه في وجود علاقة بينهم وبين تنظيمات إرهابية، دست بهم ضمن قوافل المهاجرين لاستطلاع الوضع أو لتنفيذ مخططات إرهابية.