التشادي الملقب بـ"أبو البتول الذباح"

كشفت مصادر رسمية وجود صلة بين التشادي ومغاربة موجودين في ليبيا كانوا يخططون للعودة إلى البلاد وتنسيق العمليات لتنفيذ هجمات إرهابية، وذلك رغم توقيف الداعشي التشادي وحيدا في طنجة يوم الجمعة الفائت.

ودخل التشادي الملقب بـ"أبو البتول الذباح" بشكل متزامن مع دخول مغاربة عائدين من ليبيا في الأسبوع نفسه الذي ولج فيه الموقوف المغرب، وكانت تلك حالة غير معهودة ومريبة لعودة جهاديين من ليبيا بشكل متتال ومتزامن. ومع تحفظ الشرطة على ربط عودة "الداعشيين المغاربة في ليبيا" عبر الجزائر وتونس إلى البلاد بالداعشي التشادي، فإن مصدرا يؤكد أن "أبو البتول الذباح" كان "ينتظر عودة جهاديين مغاربة من ليبيا للشروع في تنفيذ عملياته".

وأشار بيان أول صادر عن وزارة الداخلية يوم الجمعة الماضي إلى أن الموقوف "كان يخطط لهذه العمليات لينفذها متطرفون مغاربة وجزائريون"، لكن لم تعلن مصالح مكافحة الإرهاب عن أي توقيفات جديدة لأعضاء مفترضين في هذه الخلية. وحل "أبو البتول التشادي" بالمغرب يوم 4 أيار/ مايو الجاري ، وعاد مغربيان يومي 2 و5 من الشهر نفسه، وقبض على ثالث كان عاد قبلهما بأيام.  وأوقفت المصالح الأمنية في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء يوم 5 أيار/ مايو الجاري مغربيا ينحدر من مدينة القنيطرة مشتبها فيه، عاد من ليبيا عبر تونس، وكان مبحوثا عنه بعد مغادرته المغرب بداية هذا العام. كما أن مغربيا ثانيا أوقف في مدينة السعيدية يوم 2 أيار/ مايو الجاري بعد محاولته التسلل من الجزائر.
 
وقال مصدر "إن العودة السريعة لهؤلاء من ليبيا بعد التحاقهم لمدة أقصاها 6 أشهر بـ"داعش" تطرح فرضية أن يكونوا عناصر دعم لمخطط إرهابي، وأن التحقيقات جارية لكشف ما إن كان ذلك موجودا أم لا". وكان الموقوف التشادي ضمن صفوف تنظيم "داعش" في ليبيا، ثم عاد إلى مصر ومنها نحو بلاده قبل أن يستقل طائرة نحو المغرب في إطار خطة تمويه على ما يبدو. ويلمح مصدرنا إلى أن "الشرطة كانت تتعقبه منذ وصوله إلى البلاد"، وربما كان ينوي اللقاء بجهاديين مغاربة في مدينة وجدة؛ لذلك سافر إلى هناك لكن "لم يلتق بأحد في تلك المدينة".

وأسر المصدر أن الشرطة تسترت على خبر توقيف الداعشي المغربي يوم 2 أيار/ مايو الجاري، ولم تعلن عنه سوى يوم 4 من الشهر ذاته، أي يوم ولوج التشادي المغرب، وكان ذلك "بهدف إنجاح عملية توقيف داعشي مغربي آخر عاد من ليبيا يوجد في سيدي بنور". لكن التشادي بعد نزوله في الدار البيضاء سافر مباشرة نحو وجدة ثم عاد سريعا إلى الرباط ومنها نحو طنجة. ووجدت الشرطة لدى المشتبه فيه 4 صدريات تستعمل كأحزمة ناسفة. ويقول مصدرنا إن الداعشي التشادي – وإن أوقفت الشرطة المغاربة الثلاثة الذين عادوا بالتزامن مع حلوله في البلاد-  كان مستمرا في التخطيط لعمليته، "ما يعني أن أشخاصا آخرين كانوا يخططون للعودة في وقت قريب لمشاركته تنفيذ العمليات".

وحجزت الشرطة في شقة كان يستخدمها أبو البتول الذباح كـ"بيت آمن" أكياسا بلاستيكية تحتوي مساحيق ومواد سائلة يشتبه في استخدامها لصناعة المتفجرات، وكذا طنجرة ضغط وبطاريات وأسلاك كهربائية، بالإضافة إلى كريات معدنية وصدريات معدة لتثبيت أحزمة ناسفة. كما حجزت مخطوطات تتضمن كيفية صناعة المتفجرات، وكذا تسجيلات مرئية تخص الأهداف المرصودة للعمليات. وبحسب الداخلية، فقد خطط المشتبه فيه لاستهداف فنادق مصنفة وثكنات عسكرية ومراكز أمنية ومقر إحدى البعثات الدبلوماسية الغربية في البلاد. وخطط بمعية أعضاء خليته لاحتجاز وتصفية رهائن من الشرطة.