وزير الدفاع الكندي هارغي ساغان

يوضح وزير الدفاع الكندي هارغي ساغان، انه يتوقع ان تخرج قيادة القوات المسلحة الكندية في وقت ما من هذا العام، بخيارات تتعلق بمهمة القوات الكندية المستقبلية، المتواجدة في العراق.

جاء ذلك في وقت يقول فيه قادة عسكريون عراقيون، وأميركان والتحالف الدولي ايضا ان العمليات العسكرية ضد "داعش"، قد انتهت في البلد بعد إلحاق الهزيمة به، ولكنّ قسماً من مسؤولي التحالف قد حددوا من الآن، طبيعة نشاطهم المستقبلي وماسيقومون به من مهام في العراق بعد الانتهاء من صفحة داعش العسكرية.

الجنرال المتقاعد تيري وولف، من الجيش الأميركي الذي يشغل حاليا منصب نائب المبعوث الرئاسي الخاص لحملة التحالف الدولي ضد داعش، قال في تصريحات اخيرة لزملائه من الضباط ان التركيز سينصب الآن على المساعدات الانسانية، وخدمات إعادة الاعمار في المناطق المتضررة من العراق، التي كانت تحت سيطرة "داعش".

وأضاف الجنرال وولف قائلاً إن"الدمار الذي لحق بالموصل وبقية المناطق المحررة لم نشهد مثيلاً له منذ الحرب الكورية أو الحرب العالمية الثانية"، وقال الجنرال الأميركي إن هناك حاجة لبذل جهود ضخمة تركز على إبطال مفعول وإزالة أعداد ضخمة من العبوات الناسفة تركها تنظيم "داعش" خلفه، مؤكداً أن هذه المهمة"قد تستغرق عشرات السنين لإنجازها."

من جانبه قال الجنرال البريطاني فريزر لورينس، نائب القائد العام للقوات البرية المشتركة في تصريحات نقلتها صحيفة أوتاوا سيتزن، إن باستطاعة قوات التحالف ان توفر الامن في المناطق التي تم استرجاعها من داعش بينما تستمر القوات العراقية باستهداف وملاحقة الجيوب الصغيرة من مسلحي داعش التي ماتزال باقية بعد هزيمة التنظيم في البلاد.

ومضى الجنرال لورينس بقوله"من المحتمل بمرور الوقت أن تروا هناك زيادة بالتركيز على جانب التدريب مع انخفاض جهد الإسناد العسكري المبذول لدعم القوات العراقية في عملياتها العسكرية الجارية. وسترون هناك تغير في ستراتيجية التدريب وهذا التغير او التحول قد بدأ."

وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتس، قد ذكر في تصريحات الأسبوع الماضي، إن القوات الأميركية المتواجدة في العراق، فضلا عن قوات التحالف الاخرى ستغير من استراتيجيتها بالانتقال من الجهد الهجومي والدعم اللوجستي الى جهد التدريب ودعم عمليات الاستقرار في المناطق المحررة، مشيرا الى ان ذلك سيشمل إزالة العبوات الناسفة والمتفجرات غير المنفلقة من المناطق المحررة ومساعدة السلطات المدنية هناك على تأهيل منظومات الكهرباء وتنقية المياه مع المساعدة في جهود إعادة فتح المدارس والعمل مع قوات الشرطة المحلية.

وأضاف أن التحالف سيستمر بالعمل مع الحكومة العراقية في تدريب قوات الجيش والشرطة وتطوير جانب الجهد الاستخباري المطلوب للكشف عن جيوب مسلحي داعش ومنعهم من شن هجمات.

ومضى وزير الدفاع بقوله"نريد ان نصل بتدريباتنا للقوات المحلية العراقية من جيش وشرطة الى ان تتولى بنفسها مهمة ملاحقة داعش، ولكن في الوقت الحالي فان الجهد المطلوب هو نوع من الجهد الاستخباري العسكري في وقت تحاول فيه قوات الشرطة المحلية ان تنفذ فيه عمليات أمنية داخلية، وبالتالي ستكون هناك سلطة قانون واستقرار في المناطق المحررة. وأنا متيقّن بأن ماتبقى من مسلحي داعش لن يستطيعوا الوقوف أمام القوات الامنية العراقية."

وأصدر التحالف الدولي بيانا مطلع كانون الثاني الحالي أشار فيه الى أن هناك ضرورة تستدعي بقاء التحالف في العراق وسوريا لأغراض التدريب وترسيخ الاستقرار في البلدين.

وجاء في البيان الصادر عن الجنرال فيلكس غيدني، نائب قائد التحالف الدولي ضد داعش ان"مشاركة التحالف ستتركز على نحو كبير في استمراره بتدريب القوات العراقية التي ستوفر بدورها الامن لشعوبهم وتأمين حدودهم الوطنية. التحالف سيستمر بتعزيز جهود التدريب التي أثمرت عن تدريب مايقارب 126500 جندي عراقي حتى الآن. وكذلك فإن الدعم من المجتمع الدولي يعتبر حيوياً إزاء الهزيمة الشاملة التي مني بها داعش وتحقيق الاستقرار في المنطقة."