جدل في المعارضة السودانية حول "نداء السودان"

انقسمت المعارضة السودانية في الداخل حيال المشاركة في اجتماع "نداء السودان" في باريس، 18 إلى 23 تموز/يوليو لبحث الموقف من خارطة الطريق.

وأعلن الحزب الشيوعي عدم المشاركة، بينما أكد رئيسا المؤتمر السوداني وقوى الإجماع الوطني المشاركة. وأوضحت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي عدم مشاركة الحزب في نداء السودان"، قائلًا "شاركنا قوى الإجماع في اجتماعها المنعقد بخصوص حضور اجتماع نداء السودان في باريس، وللأسف لم تتوصل لقرار المشاركة في الاجتماع".

وأضاف "عليه نحن في ظل عدم التوصل لقرار رغم رأينا بالمشاركة في الاجتماع، إلا أننا لن نشارك حفاظًا على قوى الإجماع الوطني". وغادر رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر يوسف الدقير الخرطوم الأحد إلى باريس، للمشاركة في اجتماعات قوى "نداء السودان"، التي ستبحث خارطة الطريق وهيكل نداء السودان وتكوين اللجان القيادية. وتابع بيان صادر عن المؤتمر السوداني أن قوى الإجماع لم تصل لقرار بالمشاركة بوفد موحد أو المقاطعة، وأن الحزب يرى ضرورة مشاركته لنداء السودان في اجتماع باريس لدفع عجلة تطوير العمل المعارض إلى الأمام، والتأكيد بأن الطريق لإسقاط النظام يمر عبر بوابة تطوير وحدة المعارضة بأطيافها المتعددة.

وأكد الشيوعي رفضه لأي اتجاه يضمن أو يساهم للنظام في الحفاظ على مكتسباته بإعادة إنتاجه، داعيًا الأطراف كافة لرص الصفوف في سبيل إسقاط وتصفية وتفكيك النظام. وناشد بقية أطراف "نداء السودان" بمعالجة كل الأخطاء الإجرائية التي صاحبت الاجتماعات السابقة، والتي حالت دون المشاركة في الاجتماع كالتحضير الجيد للاجتماعات قبل وقت كافٍ، والتشاور في وضع جدول الأعمال. ودعا الشيوعي، قوى الإجماع الوطني لتفعيل طريق الانتفاضة والتمسك بالمواثيق الموصلة إليها والتي تراضى عليها الآخرون.

وينتظر مشاركة فاروق أبو عيسى رئيس قوى الإجماع الوطني في اجتماع باريس، ومالك عقار رئيس الحركة الشعبية، والصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي، وجبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، ومني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان. ويعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه الذي يثير خلافًا بين قوى الإجماع الوطني حول المشاركة فيه، خاصة وأن جزءًا منه قوى التحالف يعارض التفاوض مع الخرطوم ويرى أن لا علاقة له بملف التفاوض تحت إشراف الآلية الأفريقية الرفيعة. وينعقد الاجتماع الثاني لنداء السودان بغياب قوى الاجماع الوطني، لبحث الموقف من خارطة الطريق المطروحة من الوساطة الأفريقية والتي سبق ان وقعت عليها الحكومة وترفضها المعارضة، وتبدي ملاحظات حولها.

ويمارس المجتمع الدولي ضغوطًا كثيفة لحمل الأطراف المعارضة السودانية للتوقيع على خارطة الطريق، بينما قال دونالد بوث المبعوث الأميركي للسودان عقب لقائه مسؤولين سودانيين في الخرطوم الشهر الماضي، أن المعارضة ستوقع على خارطة الطريق. وأكد الصادق المهدي، عضو "نداء السودان" أن الحوار خيار وطني ودولي، ورجح في خطبة عيد الفطر، توقيع المعارضة على خارطة الطريق في أديس أبابا.