وزير التجارة التونسي عمر الباهي

أثارت تصريحات وزير التجارة التونسي عمر الباهي، غضبا في ليبيا بعد استخدامه مصطلح "النفط مقابل الغذاء"، في وصف الاتفاق الاقتصادي الأخير بين بلاده وليبيا، وهو ما دفع السلطات الليبية إلى مطالبة نظيرتها التونسية بتوضيح مقاصد هذه التصريحات.

واستنكرت لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي، الأحد، تصريحات الوزير التونسي بشأن ما اعتبرته "وصاية على الدولة الليبية بترويج فكرة النفط مقابل الغذاء، مما يعد انتهاكا للسيادة الليبية وعبثا بالعلاقة بين البلدين".

وطالبت لجنة الدفاع والأمن القومي، دولة تونس حكومة ورئاسة بتوضيح تصريحات وزير التجارة التونسي "غير المسؤولة والتي لا تنم على احترام السيادة والجوار".

وتدرس تونس وليبيا إمكانية توقيع اتفاق يقضي باستيراد تونس النفط من ليبيا مقابل تصدير السلع التونسية إليها، لكن وزير التجارة التونسي صرّح خلال حضوره فعاليات المنتدى الاقتصادي التونسي الليبي الذي عقد الخميس الماضي، بأن بلاده تبحث إرساء مشروع "النفط مقابل الغذاء"، الأمر الذي أثار غضب الليبيين الذين استنكروا استخدام هذا المصطلح "الكارثي"، متهمين الوزير بإهانة الشعب الليبي، الأمر الذي قد يتسبّب في نسف هذا الاتفاق قبل البدء في تنفيذه.

وقال عضو البرلمان صالح أفحيمة، إن تصريحات الوزير التونسي "لم تكن موفقة وفيها مسّ بمشاعر الليبيين، عندما استخدم عبارة النفط مقابل الغذاء التي اقترنت بواقع مهين ومرير في ذاكرة الشعوب العربية"، مضيفا أن "الليبيين ينظرون دائما إلى تونس على أنها سند ليبيا في كل الظروف، لكن هذه المرة شعروا بالإهانة".

وعبّر أفحيمة عن تأييده لهذه المبادرة التونسية، مؤكدا أن "فكرة الاتفاق جيدة، وستمكن تونس التي تعاني عجزا في الطاقة من حل مشكلة الوقود، وستحل أزمة ليبيا أيضا في حاجتها الماسة إلى المواد الغذائية".