الاجتماع الدولي لتحالف محاربة تنظيم "داعش"

يشارك وفد من خبراء جزائريين في واشنطن في أشغال الاجتماع الدولي لتحالف محاربة تنظيم "داعش"، وسيناقش ممثلو 72 بلدا مشاركا في هذا التحالف الدولي خبراتهم في مجال مكافحة الإرهاب خاصة المظاهر المرتبطة بالتطرف والجريمة الإلكترونية والتهديد الذي يشكله المقاتلون الأجانب على الأمن الدولي.

وسيتم التطرق إلى مسالة تبادل الرؤى حول الأعمال الواجب القيام بها في مجال مكافحة الاتجار بالمخدرات التي أضحت مصدر تمويل رئيسي للإرهاب إضافة إلى خطر تسلل الإرهابيين ضمن المهاجرين غير الشرعيين، وسيعرض الخبراء الجزائريون التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب التي أصبحت مرجعا دوليا في هذا المجال، وستجتمع مجموعة التحالف، غدا الخميس، من أجل تحليل محادثات الأيام السابقة وكذلك مناقشة الأولويات فما يخص المكافحة في مدينة الرقة التي تعد حصن تنظيم "داعش" في سورية إضافة إلى الموصل التي تم تحريرها أخيرًا من هذا التنظيم المتطرّف.  

ودعت مجموعة التحالف، ممثلي بعض البلدان الأفريقية والاتحاد الأفريقي والقوة المختلطة متعددة الجنسيات إلى المشاركة الخميس في دورة حول التهديد الذي يمثله تنظيم "داعش" في حوض بحيرة التشاد، وجاءت هذه الاجتماعات في مرحلة حاسمة من مكافحة تنظيم "داعش" بعد تحرير مدينة الموصل إذ تهدف إلى توحيد الجهود قصد ضمان الاستقرار للمدن المحررة وكذلك تسهيل الرجوع الطوعي للأهالي النازحين  .

وعززت أميركا تعاونها مع الجزائر في مجال مكافحة التطرف، وأصبحت تنظر إلى الجزائر كشريك استراتيجي في محاربته، حيث أثنى تقرير أعده معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية شهر ابريل / نيسان الماضي على المجهود الأمني الجزائري في الحرب على الإرهاب العالمي “العابر للقارات”، موردا في وثيقة بحثه تقديم مصالح الأمن الجزائرية لقائمتين بأسماء 1000 مشتبه فيه على علاقة بالتنظيمات المتطرفة والإجرامية.

وتحدث التقرير الذي نشر على الموقع الإلكتروني للمعهد، عن إقدام السلطات الجزائرية على تسليم قائمة تضم ألف اسم لإرهابيين متواجدين على تراب أراضي أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وجعل المعهد من تجربة الجزائر في مكافحة الجماعات المتطرفة واستئصال فلولها ومواردها مثالا يحتذى به لدى جميع بلدان المعمورة، معلقا في السياق أن التجربة الجزائرية “أصبحت بفضل طريقة عملها وخبرتها الطويلة في المجال” مطلوبة لدى العواصم الغربية، التي تريد السيطرة على هذه الظاهرة العابرة للأوطان، وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي دفعها إلى الشروع في إبرام اتفاقيات تعاون أمني لمكافحة التطرف، على غرار بلدان عظمى أخرى وجهت أنظارها نحو الجزائر، للاستفادة من تجربتها في مكافحة التطرف.