يواجه زعيم حزب "العمال" التونسي، والناطق الرسمي باسم ائتلاف الجبهة الشعبية اليساري المعارض، انتقادات على خلفية لقاءاته الأخيرة بسفراء المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، ممن اعتبروها تناقضًا مع مبادئ اليسار القائمة على معاداة "الإمبريالية الغربية"، إلا أن الهمامي أكد أن "اللقاءات لم تأت بطلب منه، وأنه أعلم سفراء الغرب أن حل الأزمة سيكون تونسيًا خالصًا، دون تدخل لأية قوى خارجية". وقد التقى وفد من ائتلاف الجبهة الشّعبيّة، يترأسه النّاطق الرّسمي حمّة الهمّامي وعضو مجلس الأمناء رياض بن فضل، بسفير بريطانيا "هاميش كاول" ومساعدته "فيونا رمناي"، مساء الثلاثاء. وأكدت مصادر عن الجبهة أن "اللّقاء تطرّق إلى سبل تجاوز الأزمة التّونسيّة وإنجاح الانتقال الدّيمقراطي، بما يحقّق آمال الشّعب التّونسي في بناء نظام ديمقراطي وعادل". وأوضح زعيم حزب "العمال" أن "اللقاءين الذين جمعاه بالسفير الأميركي جاكوب والس، كانا بطلب من السفير نفسه"، مشيرًا إلى أنه "تم التطرق إلى سبل تجاوز الأزمة السياسية التي تعصف بتونس منذ اغتيال القيادي في الجبهة محمد البراهمي قبل قرابة شهرين". وأفاد حمة الهمامي بأنه "أوضح لسفراء الغرب أن استقرار تونس يقتضي عدم تدخل أي طرف أجنبي"، مشددًا على أن "الموفد الأوروبي أعرب عن قلقه بشأن العلاقات الاقتصادية في ظل استمرار الأزمة". وردًا على منتقديه، الذين استهجنوا لقاءاته الأخيرة المتكررة بسفراء عرب وأجانب، رأوا أنها تتناقض مع الطرح الأيديولوجي لليسار، الذي ما انفك يندد بالتدخل الأجنبي، قال حمة الهمامي: إن الجبهة الشعبية لها سياستها الخارجية ولن تقطع علاقاتها مع أميركا إذا وصلت للحكم.