بدأت حكومة جنوب السودان، مفاوضات مباشرة مع أحد خصومها العسكريين في ولاية جونقلي وهو العقيد ديفيد ياو ياو، الذي يقود تمردًا مسلحًا منذ عامين. وتتحفظ حكومة الجنوب في الكشف عن مراحل المفاوضات، إلا أن مصدرًا مطلعًا أكد أن جوبا بدأت فعلاً مفاوضات مع العقيد ياو ياو، ومهّدت لتلك المفاوضات بإعطاء الضوء الأخضر لأعضاء في البرلمان وقيادات شعبية في جونقلي، للتمهيد لهذه المفاوضات، وإعطاء الضمانات المطلوبة لإقناعه بالتفاوض. وعلّق على هذا التطور، الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي للجنوب العقيد فيليب اقوير في تصريحات إلى "العرب اليوم"، الجمعة، قائلاً "لا يمكنني التحدث عن مفاوضات كهذه، لكن الجيش الشعبي ينفذ سياسة الحكومة، ويعمل على حماية الأرواح، والسلام والاستقرار مهمان، فمن دونهما لا يمكن الحديث عن تنمية أو إعمار، والحكومة جادة في الدخول في حسم الصراعات من خلال محادثات مباشرة  مع خصومها العسكريين، حيث استطاعت التوصل إلى تفاهمات مع غالبيتهم، ويبقى لها أن تحسم ملف تمرد العقيد ديفيد ياو ياو". وأكد رئيس تحرير صحيفة "ستيزن" الجنوبية نيال بول، أن "حكومة جوبا لم تكشف رسميًا عن هذه المفاوضات، وأن ديفيد ياو يُعد أشرس خصوم حكومة الجنوب حاليًا"، واصفًا الرجل بأنه "يقاتل من أجل الحصول على منصب، بالنظر إلى أنه قاد التمرد بعد خسارته لانتخابات محلية جرت في ولاية جونقلي". وأضاف بول، "في اعتقادى أن ياو ياو يمكن أن يحصل على ذلك من الحكومة، لكن  الأمر لن يُنهي الصراعات المسلحة، ويمكن أن يظهر غيره، لأن الذين قاتلوا الحكومة لم ينطلقوا من رؤية واضحة، ولم تكن لديهم أهداف واضحة ومحددة، والقتال بالنسبة لهم طريق للحصول على مكاسب، وأرى أن الحكومة تفاوض ياو  ياو الآن لأسباب  عدة، من بينها حفظ سلامة وأرواح المواطنين من قبيلة المورلي، لتتجاوز الانتقادات الواسعة التي تتعرض لها بسبب هذا  الملف وتبعاته، فقد ظل ياو ياو يستخدم في قتاله المواطنيين كدروع بشرية، وأوقع ذلك أعدادًا كبيرة من القتلى، مما جعلها عرضةً  لانتقادات دولية، تتحدث عن نتهاكات لحقوق الإنسان". واختتم رئيس تحرير صحيفة "ستيزن"، تصريحاته إلى "العرب اليوم" بالقول، "يمكن أن يتوقف القتال والصراع في جنوب السودان، في حال أحس الناس بالعدالة  الاقتصادية والسياسية معيارًا لحكم دولتهم الوليدة". يُشار إلى أن العقيد ياو ياو ينحدر من قبيلة المورلي، كبرى مكونات ولاية جونقلي القبيلية، التي تشتكي التهميش والإهمال، وتخشي حكومة جوبا من أن ينجح في استقطاب وتجنيد معارضين لها، فيما تقول منظمات من بينها "أطباء بلا حدود"، "إن النساء والأطفال هم أكثر ضحايا أعمال العنف في ولاية جونقلي، وأدى القتال إلى مقتل المئات ونزوح الآلاف ".